Loader
منذ سنتين

حكم إهمال الأولاد لوالديهم بعد أن يكبروا


  • فتاوى
  • 2021-12-13
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3857) من المرسلة ع، ف، أ، من الأردن، تقول: أنا أم ولي أبناء، والله يعلم كم كابدنا أنا وأبوهم حتى ربيناهم وعلمناهم، فقد جعنا وأصبنا بالعري من أجلهم، ومن أجل أن نعلمهم ونربيهم، وقد سافروا من أجل طلب الرزق، وحينما يحضرون من سفرهم، فهم لا يحضرون إلينا، وإنما يذهبون إلى أمهات زوجاتهم، وكل ما يأتون به مما رزقهم الله يذهب إلى أمهات زوجاتهم، ثم يأتون إلينا بعد ذلك، وأعرف أن هذا كله من زوجاتهم، فهل يحق لي أن أشتكيهم إلى الله؟

الجواب:

        لا شك أن البِر من الابن لوالده ولوالدته أمرٌ مشروع، فقد يكون البر واجباً، وقد يكون مندوباً، كما أن تقصير الولد في حق أمه، أو في حق أبيه قد يكون محرماً، وقد يكون مكروهاً، والله -جل وعلا- قال: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)"[1].

        ومع الأسف كثيرٌ من الأولاد إذا رزقهم الله مالاً وجاهاً، أعرضوا عن آبائهم، وأعرضوا عن أمهاتهم، وركنوا إلى زوجاتهم، وإلى أقارب زوجاتهم، ولا شك أن هذا أمرٌ لا يجوز.

        وإذا كان الأب في حاجةٍ إلى الإنفاق، أو الأم في حاجةٍ إلى الإنفاق، فإنها تتقدم للحاكم الشرعي، وكذلك الأب يتقدم للحاكم الشرعي، والحاكم الشرعي يفرض له على ولده الحق الذي يرى الأب في حاجةٍ إليه، ويرى الأم في حاجةٍ إليه.

        أما بالنظر للدعاء على الأولاد، فثلاث دعواتٍ مستجابات، منها: دعوة الوالد على ولده. فالواجب أن كل واحدٍ منهما يدعو له، بدلاً من أن يدعو عليه، وبالإمكان أن تُكلف شخصاً يرسله إليه، وذلك من أجل مناصحته، أما الدعاء عليهم فليس مناسباً. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (23-24) من سورة الإسراء.