الفتوى رقم (7974) من المرسل م. ع من مصر، يقول: كيف لي أن أعرف بأن تلك الفتاة التي أتقدم لخطبتها ذات دين؟ أي التي نصحنا بها الرسول ﷺ. هل هذا بمجرد المنظر؟ أم بالسؤال عن أهلها؟ على الرغم من أنها قد تكون من عائلة متدينة ولكنها غير ملتزمة.

الجواب:

        من قواعد الشريعة بناء الأحكام على الظنون، وبناء على هذه القاعدة قال ﷺ: « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ». وهذا الشخص يكون مرضيّاً في ظاهر أمره؛ لأن باطن أمر هذا الشخص لا يعلمه إلا الله -جل وعلا- ثم هذا الشخص؛ لأن الله أعلم بالعبد من نفسه، والعبد أعلم بنفسه من غيره من الناس، فقد يكون مستقيماً في الظاهر والباطن، وقد يكون مستقيماً في الظاهر ولكن عنده شيء من الانحراف في الباطن، ولا يكون هذا الانحراف في الباطن ظاهراً للناس، فبناء على حسن المظهر يبنى قبوله على حسن الظن، وهكذا المرأة؛ يقول الرسول ﷺ: « تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ». فقد تكون المرأة متدينةً ظاهراً وباطناً، وقد تكون متدينةً في الظاهر ولكنْ عندها في الباطن انحرافٌ يكون مثل ما عند الرجل أو أقل أو أكثر.

        فالمقصود أن الشخص يفعل الأسباب من ناحية التحري؛ فالمرأة تتحرى عن الرجل الذي يصلح لها، وذلك باستخدام الوسائل التي تبين صلاحيته، وكذلك الرجل يبحث عن الوسائل التي تستخدم لمعرفة صلاحية المرأة له، ويسأل الله -سبحانه وتعالى- التوفيق، وبالله التوفيق.