ما حكم التجويد عند قراءة القرآن؟ وما معنى قوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا؟
- ما يتعلق بأحكام التجويد وتفسير القرآن
- 2021-09-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1283) من المرسل ع.م.ص، من العراق- شمال مدينة كركوك، يقول: ما حكم التجويد للقرآن، هل هو واجبٌ، أم سنة؟ وكيف كان الرسول ﷺ يقرأ، وما معنى قوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا؟[1].
الجواب:
الذين يقرؤون القرآن يختلفون في أدائهم للقرآن، فمنهم من يقرأه قراءةً لا يكاد يُفصح فيها، فهو لا يفهم ما يقرأ من سرعة قراءته، وكذلك الذين يستمعون لقراءته، لا يتمكنون من تدبر القرآن لوجود السرعة.
ومنهم من يقرأ القرآن، ويؤديه ببطءٍ إلى درجةٍ زائدة من الطريق المشروع، فقد يزيد في الحركات إلى حدٍ زائدٍ، فإذا كان المقرر أن المد يكون ست حركات، كالمد المنفصل، فهو يجعله إلى عشر حركات، وهذا ليس له أصل، فالواجب على الإنسان أن يقرأ القرآن قراءة يقيم فيها حروفه، ويؤدي فيه أحكامه، يعني يؤدي فيه أحكام التجويد من جهة أن لا يُغنّ، يعني لا يقرأ بغنةٍ في مواضع الإظهار مثلاً، فمواضع الغنة يؤديها، ومواضع الإظهار يؤديها، ومواضع الإخفاء إلى غير ذلك.
وبهذه المناسبة، أنا أنصح السائل بأن يرجع إلى كتابٍ من الكتب المؤلفة في التجويد، من أجل أن يعرف أحكام التجويد؛ لأن الكلام على أحكام التجويد في هذه الحلقة لا يمكن؛ لعدم اتساع الوقت.
وقد جاءت أدلة دالة على ترتيل القرآن، وجاءت أدلة تدل على تدبر القرآن، أفلم يتدبروا القول:"أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"[2]. والتدبر لا يتأتى إلا من جهة الترتيل، يعني من القراءة المرتلة، فيؤدي الحروف على الوجه الأكمل.
وأما قراءة الرسول ﷺ، فقد كانت قراءةً مرتلة يتدبر فيها القرآن، ولهذا إذا كان يقرأ الفاتحة في الصلاة، قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ثم سكت، تنفس، ثم قال: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وهكذا يقرؤها على هذه الصفة، يعطي كل حرفٍ حقه، ويتنفس عند كل آية، وكذلك إذا كان يقرأ في الصلاة إذا مرت آية فيها وعيدٌ بالعذاب، فإنه يتعوذ، وإذا مرت آية فيها وعدٌ بالنعيم مثلاً، فإنه يسأل ربه.
فالمقصود أن هذا الشخص ينبغي أن يرجع إلى كتابٍ من كتب التجويد من أجل أن يتعلم أحكام التجويد، ويكون تعلمه أيضاً عن طريق شخص ٍمعلمٍ للقرآن، وفاهمٍ لأحكام التجويد؛ لأن علم التجويد له طريقان: طريق نظريٌ، وهو العلم بقواعده، وطريق تطبيقي، وهو تطبيقه على القرآن، ولا يتأتى تطبيقه على القرآن إلا عن طريق شخصٍ عالمٍ به، وعارفٍ بطريقة تطبيقه. وبالله التوفيق.