حكم السكن مع من يترك الصلاة ويذهب للسينما
- فتاوى
- 2021-06-26
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (750) من المرسل السابق، يقول: أسكن مع بعض الشباب المقصرين في تأدية الصلاة ويسهرون في السينما وآكل معهم في إناء واحد، وأحياناً إذا مرض أحدهم أقوم بخدمته، فاسأل عن وضعي هذا، هل هو جائز أم لا؟
الجواب:
الشخص بطبيعته اجتماعي ويحتاج إلى شخص أو إلى أشخاص يجلس معهم ويتحدث معهم ويتعاون معهم ويتعاونون معه، والشخص بالنظر إلى كونه اجتماعياً، يحتاج إلى اختيار الأفراد الذين يرتبط بهم؛ لأنه سيكون لهم تأثير عليه، فإن كانوا صالحين أثروا صلاحاً عليه، فإذا كانوا فاسدين أثروا فساداً عليه إلا من شاء الله، ولهذا يقول النبي ﷺ: «المرء بخليله فلينظر أحدكم من يُخالل»، وقال أيضاً: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كبائع المسك ونافخ الكير، فبائع المسك فإما أن يحذيك وإما أن تشتري منه وإما أن تجد منه رائحة طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرقك وإما أن تجد رائحة كريهة» يعني يتطاير شرار من النار على ثوبك، فيحرق ثوبك، وعلى هذا الأساس على الشخص السائل أن ينصح هؤلاء بالنظر إلى ما يقترفونه من المعاصي، ويكون جلوسه عندهم من أجل دعوتهم إلى الخير، لكن إذا لم يقبلوا منه، فيجب عليه أن يتركهم؛ لقوله تعالى "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ"[1]، فلا ينبغي للشخص أن يغلب جانب الخلق على جانب الخالق بل عليه يغلب الخالق على جانب الخلق، وبالله التوفيق.