Loader
منذ 3 سنوات

معنى استحضار النية


الفتوى رقم (5388) من المرسل السابق، يقول: سمعت أنه لا يجوز التلفظ بالنية في الصلاة؛ ولكن يجب استحضارها، ماذا يعني الاستحضار هل يعني أن أقولها في سري؟

الجواب:

        الصلاة عبادة من العبادات، والنية يحتاج إليها الإنسان حينما يريد أن يؤدي عبادة من العبادات؛ كالطهارة والصلاة والصيام والحج، وغير ذلك من العبادات. والشخص مفروض عليه أن يأتي بالنية قبل البدء في مباشرة العبادة، أو عند البدء في مباشرة العبادة. ومعنى أنه يأتي بها ينوي بقلبه ولا يتلفظ بلسانه. والنية تكون نية حقيقةً، وتكون نية حكمية. أما الحقيقية فتوجد عند بدء العبادة مثلاً أو قبلها بقليلٍ. وإذا كان الشخص مستحضراً لهذه النية من بدء صلاته إلى نهايتها نقول: إنه استحضر النية الحقيقية من أول العبادة إلى آخرها؛ لكن عندما يستحضر النية عند بدء الصلاة ولكن تعزب عنه في أثناء الصلاة فإن عزوبها عنه هذا يقال عنه: إن النية الحكمية موجودة عنده؛ يعني: موجود عنده نية حكمية؛ ولكن النية الحكمية هنا لها شرطٌ وهو ألا يأتي بمناقضٍ لها. فمثلاً في الصلاة لا يأتي بنية إبطال هذه الصلاة؛ لأن نية إبطال هذه الصلاة مخالفٌ لعقد النية التي حصلت في بداية الصلاة.

        فإذا أراد الإنسان أن يكبّر تكبيرة الإحرام واستحضر النية وعزبت عنه في أثناء الصلاة دون الإتيان بمناقضها؛ فهذه يقال عنها: إنها نية حكمية وهي مُنزّلة مَنزلة النية الحقيقة، وتكون النية هذه صحيحة.

        أما ما يقوله كثير من الناس عندما يريد أن يكّبر تكبيرة الإحرام لصلاة الظهر مثلاً فيقول قبل رفع يديه: نويت أن أصلي صلاة الظهر أربع ركعاتٍ فرضاً أداءً مقتدياً بهذا الإمام ثم يكبّر، هذا لا يجوز؛ لأن الرسول ﷺ لم يفعل ذلك ولم يأمر به؛ وهكذا خلفاؤه من بعده، وقد قال ﷺ: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ».

        أما بالنظر إلى أن الشخص يفعل ذلك ويجتهد فيه فهذا اجتهاد في غير محله، أو أنه يفعله بناءً على أن أهل بلده تعارفوا على هذا الشيء فإنه مخالفٌ للدليل الشرعي. ومن القواعد المقررة أن العُرف إذا خالف الأدلة الشرعية فإنه لا يكون معتبراً مثل ما يتعارف عليه الناس من القرض بطريق الربا. وبالله التوفيق.