حكم الطيرة
- توحيد الألوهية
- 2021-09-02
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1144) من مرسل لم يذكر اسمه، من سوريا- دمشق، يقول:هل الطِّيَرة حقيقة أم وهم وكذب، هناك من يتطير بالطيور من مخلوقات الله عزوجل بأشكالها، وباتجاه سيرها، بحيث إذا مرَّ الطائر أمامه من الشمال إلى اليمين تفاءل بحدوث خير، وإذا مرَّ من اليمين إلى الشمال تشاءم بحدوث شر، وكذلك التشاؤم بغير الطيور، كالطرق، أو الأوقات، أو بعض الأرقام, وبماذا تنصحون هذا الشخص المصاب بهذا الداء؟
الجواب:
النبي صلوات الله وسلامه عليه قال: « لا عدوى، ولا طِيَرة، ولا هامة ولا صَفَر »[1]، فنفى الطِيَرة، يعني أنه لا يجوز للإنسان أن يتطيَّر من الأشياء، لا بالنسبة إلى الأمكنة، ولا بالنسبة للأزمنة، ولا بالنسبة للأحوال، ولا للأشخاص، وذلك أن المسبب هو الله جل وعلا، فما يقع في الكون شيء إلا بقضائه، وقدره، وهذه المخلوقات لا تنفرد عن الله جل وعلا بشيء تفعله إلا بقضائه، وقدره، كما قال تعالى:"وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا"[2].
ومما ينبغي التنبيه عليه أن بعض الأشخاص قد يعتقد أنه إذا مرّ على شخصٍ مريضٍ مثلاً، فإنه يتشاءم من مروره عليه، ويعتقد أن هذا المرض يصيبه، فيترك المرور عليه! ويقول النبي صلوات الله وسلامه عليه: « فِرّ من المجذوم فرارك من الأسد »[3]، فالناس على درجتين:
الدرجة الأولى: شخصٌ قوي الإيمان، وهذا يلابس الأشياء بناءً على اعتقاده في قوة إيمانه، ولا شيء في ذلك.
الدرجة الثانية: شخصٌ يكون مثلاً إيمانه ضعيف، فحينئذٍ لا ينبغي أن يلابس مثل هذا الشيء بناءً على ما عنده من ضعف الإيمان، ويأخذ بحديث: « فرّ من المجذوم فرارك من الأسد ».
فالمقصود أن الشخص يربي نفسه على الإيمان بالله، والتوكل عليه، واعتقاد أنه هو النافع الضار، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يجوز له أن يعتقد في الأمكنة، أو الأزمنة، أو الأحوال، أو الأشخاص، لا يجوز له أن يعتقد أنها مؤثرةٌ بغير تأثير الله جل وعلا، وبالله التوفيق.
[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الطب، باب الجذام(7/126)، رقم(5707)، ومسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر (4/1743)، رقم(2220).