حكم تشغيل الراديو على القرآن والانشغال عنه بالمذاكرة
- أحوال قراءة القرآن وسماعه وأحكام ذلك
- 2021-12-03
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2327) من المرسل الطالب ع. ن. ع، يقول: هل يجوز لي تشغيل الراديو أو المسجل على قراءة القرآن، وأنا مشتغل عنه بالمذاكرة، أو بأي شغلٍ آخر؟
الجواب:
أنزل الله القرآن من أجل أن يُتعلم، وأن يُتعبد الله به، وأن يُعلم، وأن يُتدبر، وأن يُعمل به، وأن يُحكم في أمور الناس، فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[1]؛ فإذا كانت هذه الأمور التي ذكرتها هي من مقاصد نزول القرآن، فإن الأمور التي تتعارض مع هذه المقاصد من كلّ وجهٍ، أو من بعض الوجوه التي قد تضعفها، فلا ينبغي للإنسان أن يتشاغل بما يتعارض مع هذه المقاصد.
فالقرآن ليس للتسلية، وإنما هو لمقاصد كثيرة منها ما ذكرته، فإذا كان الشخص عنده استعداد للاستماع للقرآن، وتدبره، وتفهمه؛ فإنه يفتح المسجل ويستمع، ولا ينشغل بأمرٍ آخر؛ لأن هذا سيصده عن تدبر القرآن، وإذا كان ليس عنده استعداد، إما ليس عنده استعداد نفسي، أو أنه مشغول في عملٍ آخر؛ كالمذاكرة التي ذكرها السائل، فيشتغل في المذاكرة، وإذا أراد أن يقسم الوقت إلى قسمين بحسب ما يحقق المصلحة، فوقت يجعله لاستماع القرآن، وتدبره، وتفهمه؛ ووقت يجعله للمذاكرة، يكون فيها جمعٌ بين المصلحتين. وبالله التوفيق.