Loader
منذ سنتين

كيف توفق بين {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}، وحديث « خير الصدقة ما كانت عن ظهر غنى »، فهل من يتصدق بالمال وهو بحاجة له أفضل ممن يتصدق وهو غني؟


  • فتاوى
  • 2022-02-12
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11383) من المرسلة السابقة، تقول: كيف يتم التوفيق بين الآية في قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}[1]، وقوله ﷺ: « خير الصدقة ما كانت عن ظهر غنى »[2]، فهل من يتصدق بالمال وهو بحاجة له أفضل ممن يتصدق وهو غني؟

الجواب:

        قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ}[3] حب الطعام هنا له جانبان:

        حب الطعام من جهة فضله.

        وحب الطعام من جهة الحاجة إليه.

        والله -سبحانه وتعالى- يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}[4]. وبعض الناس تكون نفقاته من الأموال التي لا يحبها ولا يرغبها؛ بحيث إنه إما يتصدق بها، أو أن يلقيها في الزبالة.

        لكن بعض الناس ينفق من أفضل الأموال التي عنده؛ سواء من الإبل، أو البقر، أو الغنم، أو النقود، أو الملابس، أو المساكن. فالناس يختلفون في هذا؛ هذا من جانب.

        ومن جانب آخر أنه قد يأتي فقير في أشد الحاجة إلى وجبة أكل، وعند الشخص أكل يحبه؛ يعني: يحتاج إليه في تلك اللحظة؛ ولكنه يتصدق بهذا الأكل مع محبته له من أجل أكله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}[5]. وعلى الإنسان أن يسلك مسلك العدل في ذلك، ولا ينفق من الأموال التي لا يحبها. وبالله التوفيق.



[1] الآية (8) من سورة الإنسان.

[2] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الزكاة، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى (2/112)، رقم(1426)، ومسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى(2/717)، رقم(1034).

[3] من الآية (8) من سورة الإنسان.

[4] من الآية (92) من سورة آل عمران.

[5] من الآية (9) من سورة الحشر.