حكم قول (الله في المرقاب)
- توحيد الألوهية
- 2021-07-28
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6708) من المرسلة ح، تقول: بعض الناس يقولون: الله في المرقاب الأعلى حين يقوم أحد بعملٍ لا يرضاه الله، هل هذا القول شرك؟
الجواب:
الله سبحانه وتعالى ذكر أدلة كثيرة في القرآن أنه يعلم السر وأخفى، ويقول -جل وعلا-: "وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ"[1]، فالله سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى، فعندما يصدر نصيحة من شخصٍ لشخصٍ ما ويقول له: إن الله سبحانه وتعالى رقيب عليك؛ بمعنى: إنه يراك حينما تُقدم على ترك واجبٍ، أو تُقدم على فعل محرم، فإذا راقبك الله -جل وعلا- فعليك أن تنتبه لنفسك، ولهذا كان الإحسان على درجتين: أن تعبد الله على أنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، لهذا ذم الله -تعالى- الذين يتصنعون أمام الناس في أقوالهم وفي أفعالهم؛ ولكنهم في السر يخالفون ذلك، قال -تعالى-: "يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ"[2]، ومدح الذين تتفق سرائرهم مع علانيتهم فقال -تعالى-: "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"[3].
فالإنسان يخشى الله -جل وعلا- في السر، ويخشى الله -جل وعلا- في العلانية، ولا يكون له وجهان: وجهٌ يُقابل به الناس في أقواله وفي أفعاله وفي معاملاته؛ ولكنه إذا خلا فإنه يفعل من الأمور المحرمة ويترك من الأمور الواجبة ما يستحق العقوبة عليه، فعندما تنصح شخصاً وتقول له: يا أخي، اعلم أن الله رقيبٌ عليك فاتق الله في نفسك؛ فليس في ذلك شيء. وبالله التوفيق.