زوجي لا يحب والدي كيف أبرّ والدي أو أُهدي ولو هدايا بسيطة بالرغم أني لا أعمل ولا أحب أن أطلب من زوجي مالاً؟ وبم تنصحوني؟
- النكاح والنفقات
- 2021-07-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6348) من المرسلة السابقة، تقول: إن زوجي لا يحب والدي- وكما ذكرت أنا أقيم بالرياض وأهلي بمصر -وأنا لا أعمل وأنا أكبر إخواني، وللوالد حق عليّ كبير، وله مواقف طيبة معي ومع أولادي؛ حيث أقمت عنده في منزله ثلاث سنوات أنا وأولادي، وكان زوجي يعمل في المملكة، وكان والدي يصرف علينا أنا وأولادي، كيف أبرّ والدي أو أُهدي ولو هدايا بسيطة بالرغم أني لا أعمل ولا أحب أن أطلب من زوجي مالاً، مع العلم أن زوجي يضايق والدي ولا يحبه أبداً؟ وبم تنصحوني جزاكم الله خيراً حيال هذا الأمر؟
الجواب:
أولاً ليس من حق زوجك أن يمنعك من برّ والدك بأي وجه من وجوه البرّ.
ومما يؤسف له أن بعض الأزواج يحاول وضع حاجز بين زوجته وبين أهلها؛ وذلك من أجل أن يتصرف فيها التصرف الذي يناسبه قد يكون مشروعاً وقد يكون ممنوعاً، ولا يُريد أن تتصل بهم في حالة ما إذا كان تصرفه ممنوعًا؛ خشية من أن تطلعهم على سوء تصرفه، وبعد ذلك تحصل الفرقة بينها وبينه. وإذا كان هذا الزوج على الوصف الذي ذكرته فليس له حق في منعكِ من أبيكِ، وبإمكانكِ برّ والدكِ بالدعاء له ولوالدتكِ ولأخواتكِ وإخوانكِ؛ وكذلك إذا أمكن إهداء شيء لأبيك على حسب ما ذكرت في السؤال ولو كان قليلاً، فإن هذا من البرّ والله -جلّ وعلا- يقول: "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ"[1].
وبهذه المناسبة أنبّه على أن تعسف الرجل على المرأة من جهة منعها عن أقاربها يحصل -أيضاً- تعسفٌ من بعض النساء بحيث تمنع زوجها من صلته بأمه وأبيه وإخوانه وأخواته وعماته وخالاته؛ وذلك من أجل أن تستولي عليه، وعلى وقته، وعلى المكان، وعلى المال، وعلى الفكر، فتتصرف فيه وتمنعه وتحول بينه وبين الاتصال بأقاربه، والله -جلّ وعلا- يقول: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ"[2].
فكل واحد من الزوجين يجب عليه أن يسير مع الآخر على حسب ما تقضيه الأدلة الشرعية لا على حسب ما تقتضيه رغبته وما يقوده إليه هواه وما تأمره به النفس الأمارة بالسوء. وبالله التوفيق.