Loader
منذ سنتين

حكم ضرب الزوج زوجته ضراباً مبرحاً بدون سبب


الفتوى رقم (3529) من المرسلة السابقة، تقول: هل يجوز ضرب الزوج زوجته ضرباً مبرحاً، علماً بأن هذا الزوج يعاملني بذنب أهلي؛ لأنه يرى أن فيهم أشياء معينة، ثم يحاسبني أنا عليها؟

الجواب:

 الضرب يعتبر عقوبة من العقوبات، والعقوبات يكون لها أسباب، والعقوبة تكون بحجم السبب، والمتسبب هو الذي يعاقب إذا كان صالحاً بأن يكون موضعاً للعقوبة من الناحية الشرعية. وعندما يتسبب شخصٌ ويعاقب شخصٌ آخر لم يصدر منه هذا السبب، ولم يكن شريكاً فيه، وليس له صلةٌ فيه بأي وجهةٍ من الوجوه، فالله تعالى قال: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"[1]، ولا يؤاخذ أحدٌ بجريرة غيره، فالمتسبب هو الذي يعاقب.

ومما يحسن التنبيه عليه: هو أن كثيراً من الأزواج يضربون نساءهم لغير سببٍ، أو لسببٍ تافهٍ يكفي فيه التوجيه والإرشاد والتعليم. ويعتقد أن العلاقة الزوجية تجعله مستحقاً بأن يضرب زوجته ولو لغير سبب، أو أن يزيد في عقوبتها، أو أن يعاقبها عقوبةً أشد، فقد يزيد في ضربها، وقد يضربها والحال يكفي أن يتكلّم عليها كلاماً يكون فيه تحديد الذنب من جهة، وإبداء النصيحة من جهةٍ أخرى. وإذا عاندت المرأة وتكرر منها ثلاث مرات، فحينئذٍ بإمكان الرجل أن يتخذ الحل المناسب؛ لأنه كما يكون في الرجل اعتداءٌ على الزوجة، فكذلك الزوجة قد يكون منها اعتداءٌ على الزوج من جهة أسلوب المعاندة، وهي تريد -بذلك- أن تثبت شخصيتها أمام زوجها، وذلك بمخالفة أوامره عندما يأمرها بفعل شيءٍ، أو ينهاها عن ترك شيءٍ من الأشياء.

والقاعدة العامة في ذلك مأخوذة من قوله تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"[2]، وقوله تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ"[3]، فواجبٌ على كلّ واحدٍ من الزوجين أن يتعامل مع الآخر على مقتضى هاتين القاعدتين، وعلى مقتضى قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ"[4] فكلّ واحدٍ منهما يعامل الآخر بالعدل والإحسان. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (164) من سورة الأنعام.

[2] من الآية (19) من سورة النساء .

[3] من الآية (228) من سورة البقرة.

[4] من الآية (90) من سورة النحل.