Loader
منذ سنتين

نذرت إذا شفيت من مرض ستصوم ثلاثين يوم، وبعد إفطار تتصدق بألف ريال؛ ولم تف بذلك؟


الفتوى رقم (10755) من المرسل السابق، يقول: أصابني مرض قبل ثلاث سنوات وقلت: إذا شفيت من هذا المرض سأصوم ثلاثين يوماً، وبعد إفطار كل يوم سأتصدق بألف ريال؛ ولكن إلى هذه اللحظة لم أقدر على الصيام، هل يجوز لي أن أقدم الصدقة وأن أؤجل الصيام حتى أستطيع؟ أم لا بد أن تكون الصدقة مقرونة بالصيام؛ بحيث إن المستحقين كثر، وأخاف أن يحصل شيء لا قدر الله مستقبلاً يعيق دفع الصدقة؟ وهل معنى ما تلفظت به أن أقرن الصدقة بالإفطار أم يجوز أن أخرج الصدقة؟

الجواب:

        من الأمور الغريبة أن بعض الناس تكون له شخصية عند حاجته لربه، وعندما يحقق الله له ما يريد تكون له شخصية أخرى. فعند حاجته إلى ربه تكون عنده رقة في قلبه وخضوع لله -جلَّ وعلا-، وكثرة الدعاء وما إلى ذلك. وعندما يحقق الله له ذلك الأمر يكون عنده شيء من الصدود عن الوفاء بالذي نذره، فإذا نذر طعاماً، أو نذر صياماً، أو نذر ذبحاً أو ما إلى ذلك تغيرت نفسه؛ وذلك من أجل أن يحتال إما على إلغائه نهائياً، أو على التقليل منه، أو على تأجيله بأعذار كثير منها يكون واهياً.

فأنت أيها السائل أعلم بنفسك أنت علقت هذه الأمور على أمر فهي مُسبَب والسبب هو تحقيق الغرض الذي تريد أن يأتيك من الله -جلَّ وعلا-، هذا الغرض الذي جاءك من الله -جلَّ وعلا- تحقق، وبما أنه تحقق فعليك الوفاء بما ذكرته من ناحية الصيام تصوم، ومن ناحية الصدقة تتصدق؛ لأنك لا تدري متى ينتهي أجلك؛ لكن لو فُرض أنه قرر ثلاثة من الأطباء أنك لا تستطيع الصيام فهذا شيء آخر؛ لكن أنت لم تذكر هذا الأمر وإنما أنت تسوِّف وتؤخر الصدقة من جهة، وتؤخر الصيام من جهة أخرى؛ فعليك المبادرة بالأمرين. وبالله التوفيق.