Loader
منذ سنتين

التوجيه لامرأة تشتكي من انشغال زوجها المستمر بالعمل


الفتوى رقم (2606) من المرسلة أ. هـ، ذكرت فيها شيئاً من المشاكل الاجتماعية التي تحصل لها ولغيرها، وهي تريد النصح من فضيلة الشيخ، تقول في سؤالٍ لها: أنا امرأة متزوجة منذ أربع سنوات، أبلغ من العمر عشرين عاماً، لي ثلاثة أطفال، زوجي رجلٌ صالحٌ متدين؛ ولكنني أشكو من شيءٍ فيه، وهو أنه يمر عيدٌ بعد عيد، ولم يعيد معي أنا وأولادي، إنه يشتغل ليل نهار، لا نراه إلا وقت النوم، ليس عنده وقت فراغ إلا يوم العيد الأول، فإنه يذهب في هذا اليوم ليعيد مع أهله، من الساعة الثالثة ليلاً ليلة العيد، ولا يعود إلا الساعة الثانية ثاني أيام العيد، ثم يذهب في الصباح الباكر إلى عمله، ويستمر هذا العمل طيلة أيام السنة، لا يأتينا إلا في ساعة متأخرة من الليل، وأنا امرأةٌ متحجبة لا أدخل إلا على محارمي، ولا أخرج من البيت، ولا أزور أحداً، أفتوني في هذا الأمر وانصحوني، جزاكم الله خيراً.

الجواب:

هذه المسألة ترجع إلى تصوّر العمل الذي يقوم به هذا الشخص، إذا كان العمل الذي يقوم به يعود عليه بالنفع، وهذا النفع الذي يعود عليه، يعود على زوجته وعلى أولاده، فإذن هو يغيب عن البيت من أجل طلب الرزق، وهذا الرزق الذي يتحصل عليه يصرفه على نفسه، وعلى زوجته، وعلى أولاده، وإذا كان له والد ووالدة، ويحتاجان إلى العطف فيعطيهما من هذا الرزق الذي يكسبه، وإذا كان الأمر كذلك فطول غيبته عن البيت هذه المدة من اليوم فقط، هذا لا شيء فيه، وهذا ليس كالشخص الذي لا يخرج من البيت لعدم اشتغاله بما يعود عليه بالنفع، فإن هذا يكون عالة على أهل بيته، وربما يتضايقون منه.

وأما مسألة أنه لا يعيّد في السنة، فليس التعييد من الأمور الواجبة؛ لكن مادام أنه يجمع بين المصلحتين، يمر على أهله، وكذلك يمر على زوجته وأولاده، وبعد ذلك يسعى لطلب الرزق، فليس في ذلك شيء، وهذه الزوجة تحمد ربها الذي وفقها بهذا الشخص الصالح في دينه، والذي يسعى في طلب الرزق له ولزوجته ولأولاده. وبالله التوفيق.

المذيع: ألا تنصحون مثل هذه المرأة أن تزور أهل زوجها، أو يأخذها لهم معه في يوم العيد؟

الشيخ: إذا أرادت هي ذلك فتبحث هذا الموضوع مع زوجها؛ لأنها إذا تكلمت مع زوجها في الأمر الذي تريده، فقد يتفقان على حل؛ لكن إذا كانت ملتزمةً للصمت مطلقاً، لا يدري ما الذي يدور في نفسها، فالمرأة إذا دار في نفسها أمرٌ من الأمور فبإمكانها أن تتحدث به مع زوجها، ويتفقان بعد ذلك على الحل المرضي للطرفين. وبالله التوفيق.