Loader
منذ سنتين

حكم مشاهدة الأفلام والمسلسلات بعد الإفطار إلى منتصف الليل


  • فتاوى
  • 2022-01-13
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8933) من المرسل السابق، يقول: في منطقتنا يوجد بعض الناس وفي شهر رمضان وبعد انتهائهم من الإفطار يذهبون إلى مشاهدة ما يعرض في القنوات الفضائية من برامج الفكاهة والمسلسلات والأفلام، في بعض الأحيان يتأخرون في هذه السهرة حتى منتصف الليل، ما حكم عملهم؟

الجواب:

        المكلف في هذه الحياة هو يملى على الملائكة الموكلين به، يقول الله -جل وعلا-: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[1] {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}[2].

        فما يزاوله المكلف من أقوالٍ وأفعالٍ، وكف عن أمر واجب أو كف عن أمر محرم، وكذلك ما يحصل عند الإنسان من العزم في القلب هذه كلها تكتبها الملائكة؛ لأن كل مكلفٍ وكل به ملكان من صلاة العصر إلى صلاة الفجر، وملكان من صلاة الفجر على صلاة العصر، أحدهما عن اليمين والثاني عن اليسار، فالذي عن اليمين يكتب الحسنات والذي عن اليسار يكتب السيئات، فإذا عمل الإنسان حسنة كتبها كاتب الحسنات، وإذا عمل سيئة قال كاتب الحسنات لكاتب السيئات: انتظر لا تكتبها لعله يتوب، لعله يستغفر، هذه الأمور التي تسجل تعرض على الله يوم الاثنين ويوم الخميس، ولهذا لما سئل الرسول ﷺ عن تخصيصه صيام الاثنين وصيام الخميس قال: « أحب أن يعرض عملي وأنا صائم ».

        فالعبد يحرص على قدر الاستطاعة أنه لا يعرض من أعماله على الله -جل وعلا- إلا ما يرضيه، وهؤلاء الذين سألت عنهم ما يعملونه من أعمالٍ صالحة تكتب في صحائفهم وما يعملونه من سيئاتٍ تكتب في صحائفهم أيضاً، والله -جل وعلا- يقول: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}[3]، ويقول -جل وعلا-: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}[4]، والشخص الذي يعرف هؤلاء ويعرف ما يزاولونه من المنكرات عليه أن يعمل بقوله ﷺ: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه »، وبالله التوفيق.



[1] الآية (18) من سورة ق.

[2] الآيات (10-12) من سورة الانفطار.

[3] الآية (47) من سورة الأنبياء.

[4] الآية (49) من سورة الكهف.