حكم خروج المرأة من البيت لشراء الحاجات الضرورية للبيت، وهي متحجبة منتقبة، تلبس القفازين وحكم كلامها مع البائع من أجل الشراء فقط
- فتاوى
- 2021-12-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3517) من المرسلة السابقة، تقول: ما حكم الشرع في خروج المرأة من البيت لشراء الحاجات الضرورية للبيت، وهي متحجبة منتقبة، تلبس القفازين؟ وما حكم كلامها مع البائع من أجل الشراء فقط؟
الجواب:
الله -جلّ وعلا- قال: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ"[1].
وقوامة الرجل على المرأة لها وجوه كثيرة، فهو قائم عليها من جهة النفقة، ومن جهة الكسوة، ومن جهة الخدمات التي يوفرها لها، وإذا دعت الحاجة إلى خروج المرأة لأمر لا يعرفه إلا هي تخرج مع زوجها، ويتفاهم زوجها مع صاحب المحل، يكون وسيطاً بينه وبين الزوجين؛ لأنه لا حاجة لأن تتكلم الزوجة مع الأجانب بدون حاجة، تجوز- مثلاً- لو كانت شاهدة عند القاضي يجوز لها أنها تتكلم. أو كانت مدعية وليس فيه من يقوم بإقامة الدعوى، أو كانت مدعى عليها، وتريد أن تدافع عن نفسها. المهم أنه يجوز لها أن تتكلم عندما تدعو الحاجة إليها. أما أن ينعكس الأمر، وتحل الزوجة محل الزوج في البيت، وتكون هي المسؤولة عن جميع شؤون البيت، بحيث إنها تخرج وتأخذ سيارة من الشارع، وتذهب وتتكلم مع الرجال، فهذا لا ينبغي أن تفعله، ولا ينبغي لزوجها أن يتساهل معها؛ لأن المرأة إذا دربت على الخروج من البيت بالتدريج، فإن الأمر سيتطور، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والرسول -صلوات الله وسلامه عليه- قال: « الرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيتهِ »، فينبغي للزوج أن يفهم مسؤوليته، وينبغي للمرأة أن تفهم مسؤوليتها، وكلّ واحد يؤدّي مسؤوليته تجاه الآخر، ولا ينبغي أن تخرج المرأة خروجاً على سبيل العبث. وبالله التوفيق.
المذيع: هل تتفضلون بكلمة للآباء الذين يتساهلون في هذا الموضوع.
الشيخ: هذا الموضوع لا شك أنه موضوع مهم، والتنبيه فيما يتعلق بالزوجة مع زوجها، هو بنفسه موجّه إلى الآباء نحو بناتهم، فإذا كان الأب لا يقوم بشؤون البيت، وابنته هي التي تذهب إلى السوق، وتأتي بالأشياء التي يحتاج إليها في البيت، هذا لا ينبغي التساهل به، فالبنت لا مانع أن تخرج إذا دعت الضرورة إلى ذلك، أو حاجة لابدّ منها، فكونها تريد أن تشتري شيئاً يخصها، تخرج هي وأبوها، أو تخرج مع أخيها، أو مع محرم من محارمها؛ كعمها أو خالها، هذا لا مانع منه، ويكون وسيطاً بينها وبين صاحب السلعة، أما أنها تخرج وعمرها خمس عشرة سنة، ست عشرة سنة، فتواجه الرجال كأنها رجل، هذه سينتزع عنها الحياء انتزاعاً تدريجياً، وبالتالي قد تقع فتنة بينها وبين صاحب المحل، يفتتن كلّ منهما بالآخر؛ لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، أو أنه ينالها سوءٌ في السوق ولو من غير صاحب المحل؛ لأن المرأة إذا كانت منفردة تسلّط عليها شياطين الإنس، فعلى كلّ شخص أن يتقي الله في محارمه، وليعلم أنه مسؤول عنهم يوم القيامة، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، هذا من جهة.
ومن جهة النساء لا ينبغي لهن أن يتساهلن في هذا الأمر، فتخرج بدون علم من أبيها، والمرأة قد تخرج بدون علمٍ من زوجها، يخرج إلى عمله، ثم بعد ذلك تخرج ساعة، ساعتين، ثلاث ساعات، تتسوّق في السوق، وتتحدث مع الناس وترجع إلى بيتها، ويأتي زوجها يجد الأشياء التي ينبغي أن تكون معدة؛ مثل: وجبة الغداء، أو وجبة العشاء، وكأنه لم يكن شيء، فكما أن أولياء الأمور مسؤولون عن النساء، فواجب على النساء مراعاة هذه الأمور. وبالله التوفيق.