Loader
منذ سنتين

كيف أوفق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟


  • فتاوى
  • 2022-02-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11165) من المرسلة السابقة، تقول: كيف أوفق في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأحياناً أقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا أوفق فأشعر بالإحباط؟

 الجواب:

        من قواعد هذه الشريعة أن الشخص يعمل بالأسباب التي يتمكن من فعلها، ولهذا الرسول ﷺ قال في هذا المقام: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده » فجعل اليد سبباً، لكن لمن؟ للأشخاص الذين يستطيعون التغيير باليد وهم الذين يملكون التنفيذ، ثم قال: « فإن لم يستطع فبلسانه »؛ يعني: إذا لم تستطع تغييره باليد فإنك تغيره باللسان؛ يعني: تبينه للناس؛ لكن بشرط أن تكون عالماً بأن هذا الأمر منكر، وتعرف الأدلة الدالة على ذلك. فإذا لم تستطع تكره هذا الأمر وتكره صاحبه بقلبك.

        فالرسول -هنا- جعل ثلاثة أسباب: التغيير باليد هذا سبب، والتغيير باللسان هذا سبب، والتغيير بالقلب هذا سبب.

        ومن قواعد هذه الشريعة أن الإنسان مكلف بفعل الأسباب؛ أما ترتّب المسببات على هذه الأسباب فليس إليه، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولهذا الله يقول للرسول: {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ}[1]. فنحن إذا نظرنا إلى الشرائع السابقة من أولها إلى آخرها وآخرها شريعة محمد ﷺ وجدنا أن الله أنزل الكتب على الرسل، وأن الرسل بلّغوا أممهم، وأن هذه الأمم منها من استجاب إلى دعوة الرسل، ومنهم من لم يستجب، ولهذا الرسل عملوا ما كلفهم الله به؛ أما الهداية فقد قال الله -جلّ وعلا- لنبيه: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}[2]، وقال: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[3]؛ يعني: تهدي بالسبب؛ لكن ترتب المسبب على السبب عليه وهو التوفيق، وكون أن الإنسان ينقاد إلى هذا الشيء فهذا أمر لا يرجع إلى الشخص؛ وإنما يرجع إلى الله -سبحانه وتعالى-. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (48) من سورة الشورى.

[2] من الآية (56) من سورة القصص.

[3] من الآية (52) من سورة الشورى.