الفتوى رقم (7816) من المرسل ن.م.ع.ص. من اليمن -صنعاء يقول: ورد في سورة آل عمران قول الله -تبارك وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}[1]، ما معنى هذه الآية في هذه السورة أحسن الله إليكم؟

الجواب:

        هذه الآية فيها نداء من الله -جل وعلا- لعباده المؤمنين، وقد بّين الله في هذه الآية أمرين:

        أما الأمر الأول: فهو السبب، وأما الأمر الثاني: فهو المسبب.

        فالله -جل وعلا- بيّن للمؤمنين أنهم إذا عملوا بهذا السبب وهو طاعتهم للكافرين؛ لأن الكافر لا يمكن أن يأمرك بخير، فهو إما أن يثبطك عن الخير، وإما أن يحملك على عمل السوء -فبين لهم أن تعاطي السبب وهو طاعة الكافرين يترتب عليه المُسبب وهو أن الكافرين يردون المؤمنين عن دينهم؛ فهذا فيه أن الكفار لا يألون جهداً في صد المؤمنين عن دينهم بأي وسيلةٍ من الوسائل؛ سواءٌ كانت وسيلة اقتصادية، أو وسيلة أخلاقية، أو وسيلة دينية، أو غير ذلك من الوسائل. المهم هو أنهم يعملون الأسباب التي تصرف الإنسان عن دينه.

        وبناءً على ذلك فالواجب على المسلم الحذر من الكفار، ولهذا يقول الله -جل وعلا-: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}[2]. وبالله التوفيق.