Loader
منذ سنتين

حكم تكرار الحلف بالله وكفارتها


الفتوى رقم (7702) من المرسل السابق يقول: من المعلوم أن الذي يحلف بالله متعمداً عليه كفارة اليمين. أنا أذكر أني حلفت بالله مرات كثيرة لكني لا أذكرها الآن بالضبط، لا أدري كم مرة، فماذا عليّ أحسن الله إليكم؟

الجواب:

        الإنسان قد يحلف كاذباً وهذا لا كفارة فيه لأنه يمين غموس، وقد يحلف الحلف يجري على لسانه، ويكون يميناً؛ يعني: لم يعقد قلبه عليه، وفي هذا يقول الله -جل وعلا-: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}[1]، وقد يحلف هذا لا كفارة فيه أيضاً، وقد يحلف يظن صدق نفسه فيتبين له أن الواقع خلاف ما عقد اليمين عليه، وهذا ليس عليه كفارةٌ. وقد يحلف الإنسان عاقداً قلبه كما في قوله -تعالى-: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ}[2]، وفي الآية الأخرى: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}[3].

        فإذا كانت هذه اليمين معقودة فإن الإنسان يجري معها على قوله ﷺ: « فإني لا أحلف على يمينٍ فأرى غيرها أفضل منها إلا أتيت الذي هو خيرٌ وكفّرت عن يميني »، فإذا حلف على أمرٍ ورأى الخير في العدول عنه فإنه يعدل عنه ويكفر عن يمينه.

        وإذا تكررت الأيمان عن أمرٍ واحدٍ ولم يحنث إلا في آخرها فحينئذٍ تكفي كفارةٌ واحدة.

        أما إذا حلف على أمرٍ واحد وحنث في الحلف الأول، ثم حلف عليه ثانياً وحنث، ثم حلف ثالثاً وحنث فإنه يُكفّر عن كل يمينٍ منها كفارة.

        أما إذا حلف على أمور متعددة بأيمانٍ متعددة فإن كل يمينٍ تكون فيها كفارتها. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (89) من سورة المائدة.

[2]  من الآية (89) من سورة المائدة.

[3] من الآية (225) من سورة البقرة.