Loader
منذ سنتين

كيف أحفظ أبنائي وخاصة الذكور من مغريات وفتن هذه الدنيا


  • فتاوى
  • 2022-02-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10722) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: كيف أحفظ أبنائي وخاصة الذكور من مغريات وفتن هذه الدنيا؛ خصوصاً أنه انتشر في كثيرٍ من البيوت مثل هذه المغريات، مع أنه لا يوجد عندنا في المنزل ولله الحمد منها شيء؛ لكن عند الزملاء وغيره من الأقارب وكذلك إذا ذهبنا لهم ماذا نفعل؟

الجواب:

        يقول الله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[1]، ويقول النبي ﷺ: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيتها ومسؤولةٌ عن رعيتها، والعبد راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته؛ ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ».

        وبناءً على هذين الدليلين: فإن الرجل مسؤولٌ عن أولاده وعن زوجته: مسؤولٌ عنهم من ناحية وجوب الإنفاق عليهم، والنفقة تشمل الطعام والشراب والكسوة والسكنى وهذا كله يتبع البدن. وعليه -أيضاً- تغذيتهم بالأمور الروحية؛ بمعنى: إنه يعلمهم ما ينفعهم ويجنبهم ما يضرهم؛ فكما أنهم يتعلمون في المدارس التي وضعتها الدولة -جزاها الله خيراً- أمور دينهم ودنياهم على حسب اختلاف المراحل، وهذه تربية، وهذه مناهج وضعتها الدولة ووكلت تنفيذ هذه المناهج إلى الأساتذة وإلى الإداريين الذين يقومون بأداء هذه الأمور إلى الطلاب كلٌّ بحسب ما وجب عليه.

        تبقى مسؤولية الأب من ناحية البيت فمسؤولية الأب من ناحية أولاده لا يجوز له أن يدخل في بيته من الوسائل الحديثة التي تبث أموراً تضر صاحب البيت، وتضر زوجته، وتضر أولاده. ولا يجوز له أن يسمح لأولاده أن يقترنوا بما يسمونهم بالأصدقاء؛ لأن بعض الآباء لا تكون له مراقبة دقيقة على أولاده لا من ناحية البيت ولا من ناحية خروجهم عن البيت، فقد يخرج الولد باسم ذهابه مع زميله. والرسول ﷺ يقول: « المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ». ويقول ﷺ: « مثل الجليس الصالح والجليس السوء كبائع المسك ونافخ الكير، فبائع المسك إما أن يحذيك أو إما أن تجد منه رائحة طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثوبك وإما أن تجد منه رائحة كريهة ». وكثيرٌ من الأصدقاء يجتمعون وهم لا يجتمعون على خير، يجتمعون على أمورٍ قد تضر الشاب في عقله وذلك باستخدام الأمور المسكرة أو الأمور المخدرة، وقد يكون هناك ضرر من ناحية الأخلاق.

        فالواجب على الأب أن يراقب أولاده مراقبةً دقيقة بالنسبة للبيت وبالنسبة لخارج البيت؛ لأنه مسؤول عنهم يوم القيامة كما تقدم في الآية والحديث. وبالله التوفيق.



[1] الآية (6) من سورة التحريم.