Loader
منذ سنتين

ما الكتب الشاملة والواضحة التي يرجع إليها المسلم بعد كتاب الله -عزوجل- في التفسير والفقه؟


  • فتاوى
  • 2022-02-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10179) من المرسل السابق، يقول: ما الكتب الشاملة والواضحة التي يرجع إليها المسلم بعد كتاب الله -عزوجل- في التفسير والفقه؟

الجواب:

        الشخص عندما يريد أن يقرأ كتاباً لا بدّ أن يكون في مستوى هذا الكتاب. وقصدت بالمستوى أن يكون مؤهلاً تأهيلاً علمياً، وتوفرت لديه الوسائل التي تخدمه لفهم هذا الكتاب، فكثيرٌ من الذين يقرؤون الكتب لا يتنبهون إلى المناسبة بين مستوى القارئ ومستوى الكتاب. فقد طلب مني شخص أن يقرأ كتاب المستصفى من علم الأصول للإمام الغزالي -رحمه الله- فسألته عن المستوى العملي فقال: إنه مهندس ميكانيكي، فما هي العلاقة بين الهندسة الميكانيكية وبين كتاب المستصفى؟ وعلى هذا الأساس يتناول الشخص كتاباً في مستواه. ومن المعلوم أننا إذا نظرنا إلى خدمة العلماء المتقدمين لعلوم الشريعة ومن ذلك القرآن فنجد أنهم خدموه من جهات ٍ كثيرة، خدموه من رسمه، ومن جهة قراءته، ومن جهة تاريخه، ومن جهة مفرداته اللغوية، ومن جهة أسباب النزول، ومن جهة الناسخ والمنسوخ، ومن جهة المتشابه اللفظي والمتشابه المعنوي، ومن جهة العلاقة بين الجمل وبين الآيات، وبين الموضوعات، وبين السور. ومن جهة تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بآثار الصحابة والتابعين، وتفسير القرآن من جهة ما يتعلق به من ناحية علاقة سيرة الرسول ﷺ بالقرآن، وكذلك العلاقة التاريخية؛ أي: الغزوات التي حصلت في عصر الرسول ﷺ، ومن جهة استنباط القواعد؛ سواءٌ كانت قواعد العقائد، أو كانت قواعد الأصول؛ يعني: فيه من فسّر القرآن واستنبط قواعد العقائد وقواعد الأصول باسم هذا التفسير؛ وكذلك خدمة القرآن من ناحية الفقه؛ يعني: كتب التفسير التي اعتنت بالأحكام الفقهية. كذلك من ناحية التفسير الموضوعي؛ سواء كان التفسير الموضوعي لكلمةٍ، أو التفسير الموضوعي لكلماتٍ كثيرة. فغرضي أنا أن القرآن خُدم من وجوهٍ كثيرة، فهذا السائل ما هو التفسير الذي يريد أن يقرأه؟ لكن على وجه العموم بإمكانه أنه ينظر إلى تفسير الشيخ ابن سعدي، هذا ممكن أن يقرأ فيه؛ ولكنه ليس بوافٍ بالنظر إلى ما يتطلبه القرآن من جهة تفسيره تفسيرا كاملاً؛ هذا من جهة عناية العلماء بالقرآن.

        وأما بالنظر للفقه فهو مخدوم في جميع المذاهب؛ سواءٌ كانت الخدمة من جهة ذكر المسائل المجردة، أو ذكر المسائل المعللة، أو ذكر المسائل المقارنة على مستوى مذهبٍ واحد، وتكون مجردة من التعليل أو مقرونة بالتعليل؛ وكذلك على مستوى المذاهب.

        فأنا أنصح السائل بأن يستشير شخصاً من المتخصصين في التفسير ومن المتخصصين في الفقه وذلك من أجل اقتراح ما يلائمه على سبيل التدريج. وبالله التوفيق.