Loader
منذ سنتين

حفظت جزءاً كاملاً، هل يجوز أن أتلو ما حفظت أثناء الدورة؟


الفتوى رقم (9358) من المرسلة السابقة، تقول: أسعى لحفظ كتاب الله، وحفظت جزءاً كاملاً من سورة البقرة، هل يجوز أن أتلو ما حفظت من كتاب الله مع التسجيل في أثناء الدورة؛ لأني شديدة النسيان؟

 الجواب:

        بهذه المناسبة أذكر طريقةً تسهّل على من يريد حفظ القرآن، تسهل عليه حفظه، وما تيسر من فهمه. وهذه الطريقة هي أن الشخص عندما يريد أن يحفظ القرآن فإن كلّ سورة من سور القرآن وبخاصةٍ الطوال؛ يعني: دون المفصل القصار؛ مثل: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}[1]، {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ}[2]، {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ}[3]، هذه السورة تكون موزعة على موضوعات، وكلّ موضوعٍ يعالج جانباً من الجوانب، فيحدد الموضوع أولاً، ثم بعدما يحدده ينظر في المفردات المشكلة ويرجع إلى معرفة معانيها، ثم ينظر في هذه الآيات هل لها سبب نزول أم لا، ثم ينظر فيها هل فيها محكم، هل فيها منسوخ؛ لأن الأصل هو الإحكام والنسخ طارئ، فيتأكد أن هذه الآيات محكمة، وأنه لم يطرأ عليها نسخ، أم أنها منسوخة يتأكد تماماً.

        بعد ذلك ينظر إلى معاني الجمل، والذي يساعده على تحديد الجمل ما يوجد في الآيات من علامات حكم الوقف، فهذه العلامات بالنسبة لأحكامها: وقفٌ واجب، وقفٌ محرم، وقفٌ مندوب، وقفٌ مكروه، وقفٌ مباح، تعانق هذه ستة. فالوقف الواجب فيه - م - والوقف المحرم في - لا - والوقف المكروه مكتوبٌ فوق الآية أو فوق الكلمة وصلٌ ووقفٌ والوصل أولى فيكون الوقف مكروهاً، والوقف المندوب مكتوبٌ فوق الكلمة - ق، ل - وقفٌ ووصلٌ والوقف أولى فيكون مندوباً، والمباح هذا مكتوبٌ فوق الكلمة -ج-، والتعانق هذا مكتوبٌ ثلاث نقط فوق كلمة، وثلاث نقط في كلمة بعدها. ومعنى هذا أن الشخص مخيرٌ بين أن يقف على الكلمة الأولى وبين أن يقف على الكلمة الثانية، فيأخذ الشخص الجملة، وبعد ذلك ينظر فإذا كانت من الوقف الواجب أو من الوقف المندوب فإنه يفهمها. وإذا كانت من الوقف المحرم فإنه ينظر إليها مع ما بعدها، وهكذا إذا كان الوقف مكروه فإنه لا بدّ من صلةٍ بين الآيتين.

        ثم بعد ذلك يفهم المعنى العام للآيات بعدما ينتهي من فهم معنى كلّ جملةٍ مفردة يفهم المعنى العام للآيات، ثم بعد ذلك ينظر فيما اشتملت عليه هذه الآيات من الأحكام.

        وبعد توفر هذه الأمور يرجع بعد ذلك إلى حفظ الآيات التي حددها.

        فإذا نظرنا إلى سورة البقرة وجدنا أنها تشتمل على موضوعات كثيرة، فمثلاً الموضوع الأول يتعلق بالمؤمنين في أربع آيات في افتتاحها، وموضوعٌ آخر يتعلق بالكافرين في آيتين بعد الآيات المتعلقة بالمؤمنين، ثم بعد ذلك ما يتعلق بالمنافقين وهو ثلاث عشرة آية، ثم بعد ذلك ما يتعلق بدعوة الناس عموماً إلى التوحيد، ثم بعد ذلك قصة خلق آدم وما جرى بينه وبين إبليس وهكذا. وفيه مصاحف موجودة محددةٌ فيها الموضوعات بطريقة (ع) تكون على رأس الآية، وتكون على جانب الصفحة، وهذه مصاحف موجودة في طبعة المدينة.

        أما بالنظر لما ذكرته السائلة فإنها لا تقرأ في حال حيضها؛ وإنما تقرأ في حال طهرها. وبالله التوفيق.



[1] الآية (1) من سورة الفيل.

[2] الآية (1) من سورة قريش.

[3] الآية (1) من سورة الماعون.