إذا علم الابن أن أباه المتوفي كان يسرق أموال الناس بغير حق فهل يلزمه إعادتها لهم؟
- فتاوى
- 2021-09-01
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1086) من المرسل م.أ.ص من العراق - محافظة واسط، يقول: لي أبٌ متوفى، وعليه دينٌ مقداره بضعة دنانير عراقية لأحد أصدقائه، مع العلم أنني كنت طِفلاً عندما توفي، وسألت والدتي عنه هل كان أبي يُقيم الصلاة في حياته؟ قالت: نعم، لكنه كان يسرق أموال الناس بغير حق، فهل يجب عليّ أن أوفيّ هذا الدين عنه، مع العلم أن له أخاً يملك مالاً أكثر مما أملكه أنا؟
الجواب:
أولاً: كون أبيك يسرق أموال الناس، هذا ليس بمانعٍ من موانع وفاء الدين، وكذلك كون أخيه غنياً لا يمنعك من وفاء الدين عن أبيك.
ثانياً: يُشرع في حقك أن توفيَ الدين عن أبيك؛ لأنك ذكرت أن الدين بضعةُ دنانير، وأنت لم تسأل إلا لأنك تتمكن من الوفاء، فوفاؤك هذا الحق عن أبيك فيه براءةٌ لذمته، وإطلاقٌ لنفسه من الرهن، كما قال النبي ﷺ: « نفس المؤمن مُعلقةٌ بدينه حتى يُقضى عنه »[1].
ثالثاً: ينبغي أن تبذل ما تستطيعه من الدعاء، ومن الصدقةِ عن أبيك لعل الله سبحانه وتعالى أن يُخفف عنه ما أشرت إليه من جهةِ أنه يسرق أموال الناس، وقد يكون بِرُّك به من جهة وفاء الدين، ومن جهة الصدقة والدعاء، قد يكون هذا سبباً في توسيع الله لك مسالك الرزق عليك في الدنيا، كما أنك تؤجر عليه في الآخرة، وبالله التوفيق.
[1] أخرجه أحمد في مسنده(15/425)، رقم(9679)، والترمذي في سننه، أبواب الجنائز، باب ما جاء عن النبي ﷺ أنه قال: نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه(3/381)، رقم (1078)، وابن ماجه في سننه، كتاب الصدقات، باب كراهية الخلع للمرأة (2/806)، رقم(2413).