هل يقنع العبد بما قُسِم له ولا يطلب المزيد ابتغاء ما عند الله في الدار الآخرة، أم أن هذا من سوء الظن بالله ورحمته؟
- توحيد الألوهية
- 2022-02-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11110) من المرسلة السابقة، تقول: هل يجوز أن يقنع العبد بما قسم الله -سبحانه وتعالى- له ولا يطلب المزيد ابتغاء ما عند الله في الدار الآخرة، أم أن هذا من سوء الظن بالله ورحمته؟
الجواب:
يقول الله جل وعلا: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا}[1]، ويقول الرسول ﷺ: « إن الله قسم بينكم أرزاقكم كما قسم بينكم أخلاقكم »، فالأرزاق التي مثلاً يُعطيها الله عباده لا إشكال أن كل شخصٍ لا يأكل من رزق غيره؛ يعني : كل شخصٍ رزقه محدد، وتقسيم الأرزاق بين الخلق هذا لحكمة كما قال جل وعلا: {لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا}[2]، فلو كان الناس على درجةٍ واحدةٍ من الغنى لما انتفع بعضهم من بعض، لكن هذا عنده المال وهذا فاقدٌ للمال، الذي عنده المال يأتي بهذا يشتغل عنده ويعطيه من ماله، فهذا ينتفع بالمال وهذا ينتفع بالعمل الذي عمله له هذا العامل.
أما بالنظر إلى موقف العبد مع الله في هذه الأمور، الرسول ﷺ يقول: « اللهم رضني بقضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تقديم ما أخرت ولا تأخير ما قدمت »، ويقول ﷺ: « اللهم لا فقرٌ يُلهي ولا غنىً يُطغي »[3]، فالإنسان يرضى بما قسم الله -سبحانه وتعالى- له.
ومن المعلوم أن هذه الأرزاق التي تدور بين الخلق ما هي إلا متاع الحياة الدنيا، إلا شيءٌ يصرفه الإنسان ويبتغي به وجه الله جل وعلا، وإلا فقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في وصف الدنيا: (حلالها حساب وحرامها عقاب).
والمفروض أن الإنسان الذي حدد الله -سبحانه وتعالى- له رزقاً يكفيه، لا ينظر إلى الأغنياء؛ ولكن يشغل وقته في طاعة الله -سبحانه وتعالى- من العبادة مثلاً في الصلاة، يكثر أيضاً من قراءة القرآن، يكثر مثلاً من التسبيح والتهليل وهذه هي التجارة الرابحة، وبالله التوفيق.