Loader
منذ سنتين

حكم التعزية، وكيفيتها، وعمل الطعام لأهل الميت


  • الجنائز
  • 2021-12-06
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2625) من المرسل م. أ. ذ، من القنفذة يقول: ما كيفية التعزية؟ وهل هي واجبة أو سنة؟ وما الطريقة الصحيحة في العزاء؟ وكيف يُعمل الطعام لأهل الميت ليكون ذلك وفقاً لما جاء عن النبي ﷺ في قوله: « اعملوا لآل جعفر طعاماً؟ »

الجواب:

 الشخص إذا أصيب بمصيبة فعلى المسلم أن يذهب إليه ويعزيه؛ يعني: يدعو له بالخلف، وبأن يجبره في مصيبته، وأن يخلفه خيراً منها، وأن يدعو للميت، ولا فرق في ذلك بين أن يلقاه في طريق، أو في المسجد، أو في المقبرة.

وأما ما يفعله بعض الناس في بعض الجهات من نصب الخيام، وجمع الطعام، واجتماع الناس في هذا المكان، يأتي من أصيب بمصيبةٍ ويجلس ويأتي الناس إلى تعزيته ويأكلون ويشربون ويبيتون ثلاثة أيام، أو سبعة أيام، أو ما إلى ذلك، وقد يكون هذا المال من تركة الميت، ويكون الميت قد أوصى بثلث ماله، وقد يكون عليه ديون، وقد يكون له أولادٌ قصّر، ويكون له نساء، وهم في أمسّ الحاجة لهذا المال، فيؤخذ من ماله من أجل إقامة العزاء؛ فلا شك أن هذا من الأمور المبتدعة، وبدلاً من أن يكون الشخص فيه مأجوراً، فهو مأزور وعليه إثمٌ في ذلك.

 فالسنة هو تعزية من أصيب بالمصيبة إما بالذهاب إليه، أو عن طريق الهاتف، أو البرقية، فيعزيه التعزية الشرعية، ويدعو للميت من جهة، ويدعو للحي من جهةٍ أخرى.

وأما ما يتعلق بصنع الطعام لأهل الميت، فبإمكان أحد الجيران أو الأقارب أن يصنع لهم طعاماً في نفس الليلة التي حصلت فيها المصيبة، ويرسله لهم.

أما صنع الطعام على الوجه الذي ذكرته لكم، فهذا بدعة، ولا يجوز فعله، لا بالنسبة للأفراد الذين يأتون، وكذلك بالنسبة لأهل الميت لا يجوز لهم أن يفعلوا ذلك. ولو فرضنا أن شخصاً تبرّع مثل ما يتبرّع ناس-الآن- في بيوت يسمّونها بيوت العزاء، ويجعلون فيها خادماً وطباخين، ويكون الباب مفتوحاً يومين، ثلاثة أيام، وهذا الشخص الذي أقام هذا البيت للعزاء مستعد بالمصاريف من أكل، ومن شرب، إلى آخره؛ هذا كله من الأمور المبتدعة. والخير كله في اتباع الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-. ولهذا يقول تعالى: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ"[1]، ويقول  جلّ وعلا: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ"[2]، فمن طاعة رسوله ﷺ الاقتصار على ما ثبت عنه من السنة، وعدم الابتداع، وقد قال ﷺ: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ». وفي روايةٍ: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ».

 فعلى جميع الأشخاص الذين يصابون بالمصائب أن يتقيدوا بالطريقة الشرعية، وعلى الأشخاص الذين يعزون أن يتقيدوا بالطريقة الشرعية. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (31) من سورة آل عمران.

[2] من الآية (59) من سورة النساء.