Loader
منذ 3 سنوات

حكم ترك الصلاة في المسجد بسبب كثرة دعاء الإمام لصاحب المسجد وذريته بعد كل صلاة


  • الصلاة
  • 2021-09-01
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1126) من المرسل م.ع.ع، من السودان، يقول لدينا مسجدٌ جامعٌ في قريتنا، وبنهاية كل فرضٍ من الأوقات الخمسة يقوم المؤذن ومعه الإمام، وبمجرد قوله: السلام عليكم، وقبل أن يدعو لنفسه، أو لوالديه يقول: اللهم شيخنا فلان تزيد في عمره، وتوسع في رزقه، وتعطيه الذي في مراده، ويبتدئ يعدد أبناء شيخه هذا بالاسم، وكلٌ منهم يزيد في ذريته، ويوسع في رزقه، ناسياً نفسه ووالديه، وبهذه الأفعال أصبح كثيرٌ من سكان هذه القرية لا يأتون للصلاة في هذا المسجد، وبالمناسبة، فالمسجد بُني بمساعدة ابنٍ من أبناء الشيخ المذكور، فهل هناك ذنبٌ في ترك هؤلاء الناس الصلاة فيه، وهم يضعون نصب أعينهم الآية الكريمة:"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا"[1]؟

الجواب:

أولاً: أن النبي ﷺ قال: « صلوا كما رأيتموني أصلي »، ومما جاء من الأدعيةِ منه ﷺ بعد سلامه من الصلاة، أنه كان يستغفر ثلاثاً لنفسه، ثم يقول: « اللهم أنت السلام، ومنك السلام »[2] إلى آخر ما جاء عنه ﷺ من الأدعية بعد سلامه من الصلاة.

 ونحن مأمورون بالاقتداء به ﷺ في قول هذا الدعاء بعد السلام من الصلاة، وهذا الإمام الذي ذكرت؛ داخلٌ في عموم قوله ﷺ: « صلوا كما رأيتموني أصلي »، فينبغي له أن يتقيد بالأدعية التي وردت عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه بعد أن يِسلم من الصلاة.

ثانياً: أن هذا الدعاء الذي ذكرته عن هذا الإمام بدعة، وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد »، وفي روايةٍ: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، فحينئذٍ هذا الدعاء الذي يقوله هذا الشخص، ويتقيد به دائماً بعد سلامه من الصلاة، لا يجوز له أن يفعله مستقبلاً، ويجب عليه أن يتوب مما مضى منه.

ثالثاً: أن ابن هذا الشيخ الذي أحسن في تقديمه المساعدة من أجل بناء هذا المسجد، يُشكر عليها، ولكن تقديم هذه المساعدة لا يستدعي أن يقال هذا الدعاء في هذا المكان، وأن يبتدع في الدين ما ليس منه من أجل أنه تبرع بهذا المال لبناء هذا المسجد.

رابعاً: ينبغي أن يُنصح هذا الإمام، ويبين له أن هذا للعمل لا يجوز، فإن امتنع، وإلا تبلغ الجهات المختصة التي يرتبط بها من أجل أن تأخذ على يده في ذلك، وأن تلزمه بتركه.

خامساً: أن صلاة المأمومين خلف هذا الإمام صحيحة، ولا ينبغي لهم أن يتركوا الصلاة خلفه، بل ينصحونه لعل الله سبحانه وتعالى أن يهديه، فقد يترك الشخص الصلاة خلفه، ويصلي في بيته منفرداً، والحاصل أن هذا الشخص ابتدع من الذكر ما لم يرد به دليل، فينبغي نصحه، وتنبيه الجهات المختصة بما يصدر منه، وأنه لا يجوز للشخص أن يترك الجماعة، ويصلي منفرداً لهذا السبب، وبالله التوفيق.



[1] الآية (18) من  سورة الجن.

[2] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب الذكر بعد الصلاة (1/414)، رقم(591).