ما دورنا تجاه التطاول على العلماء والمؤسسات الدينية؟
- فتاوى
- 2022-03-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11800) من عدة مرسلين: وهي عبارة عن مجموعة من الأسئلة تتحدث حول قضية واحدة وما انتشر في بعض بلداننا الإسلامية من التطاول على العلماء والمؤسسات الدينية في بلادنا الإسلامية واللمز لدورها، والاتهامات التي توجه إليها. ما دورنا تجاه هؤلاء أحسن الله إليكم؟
الجواب:
من المعلوم أن اللسان من الحواس، وحاسته الذوق واللسان جارحة، وبإمكان الإنسان أن يستعمله في الخير وأن يستعمله في الإساءة. والرسول ﷺ لما طلب منه معاذ أن يوصيه قال له: « كف عليك هذا » يعني: اللسان أشار إلى لسانه، فقال معاذ: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: « ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم ».
فالإنسان يستعمل لسانه في الأيمان الكاذبة، ويستعمل لسانه في شهادة الزور، ويستعمل لسانه في الغيبة، ويستعمله في النميمة، ويستعمله في ظلم الناس في كثير من الأمور. والله -تعالى- يقول: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[1]، {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}[2] فهذه الأقوال التي يقولها هؤلاء الذين تسلطوا على الناس -سواء تسلطوا على الحكام، أو تسلطوا على العلماء، أو تسلطوا على العباد- هؤلاء ستُنشر صحائف هذه الأقوال التي قالوها يوم القيامة. والذين تكلموا فيهم هم مظلومون وهؤلاء هم الظالمون؛ فحينئذ يقتص للمظلوم من الظالم. وطريقة الاقتصاص هي أنه يؤخذ من حسنات الظالم وتُعطى للمظلوم بقدر حقه، فإذا فنيت حسنات الظالم أُخذ من سيئات المظلوم ووُضعت على الظالم ثم طُرح في النار. والله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}[3]؛ فكل شيء محصى ومسؤول عنها يوم القيامة لم فعلت هذا الشيء؟ وكيف فعلته؟ وبالله التوفيق.