Loader
منذ 3 سنوات

حكم اقتصار الأئمة على قراءة قصار السور في الصلاة


  • الصلاة
  • 2021-09-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1345) من المرسل م.ع.ه مصري مقيم في اليمن، يقول: أرى بعض الأئمة يصرون على قراءة قصار السور في الصلوات؛ بينما الذي أراه وأعلمه أنه لو قرأ من آيات الأحكام مثلاً، أو من بعض السور الطوال ولو آياتٍ قصار لأفاد الناس كثيراً، بما توجهون مثل هؤلاء شيخ عبد الله؟

 الجواب:

        الأئمة يختلفون باختلاف الأزمنة والأمكنة والأحوال والأشخاص والمقاصد، فمنهم الإمام الذي أتقن كيفية صلاة الرسول ﷺ، وبيان مقدار ما يقرؤه ﷺ في كلّ صلاة من الصلوات من حيث الجملة؛ يعني: من حيث التقعيد العام، وهذا يطبّق صلاته بالناس على صلاة الرسول ﷺ، وبهذا يحقق قول الرسول ﷺ: « صلّوا كما رأيتموني أصلي »، وقد كان من هديه ﷺ أنه يقرأ في الفجر من طوال المفصل، ويقرأ في المغرب من قصار المفصل، وهكذا بالنسبة لبقية الصلوات: صلاة الظهر يقرأ فيها ويطول؛ وكذلك صلاة العصر؛ ولكنها على النفس من صلاة الظهر، وفي الركعة الثانية من صلاة الظهر يقرأ فيها على النفس من قراءته في الركعة الأولى، وهكذا بالنسبة لصلاة العصر.

        والشخص الذي يريد أن يعرف ذلك عليه أن يرجع إلى بيان صفة صلاة الرسول ﷺ في كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم، فقد أعطى المقام حقه.

        ومن الأئمة من يصلّي ولكن يكون عنده اجتهاد من نفسه فقد يعكس: يصلّي الفجر ويقرأ فيها من قصار المفصل، ويصلّي المغرب ويقرأ فيها من طوال المفصل، وعلى هذا الشخص أن يتعلم كيفية صلاة الرسول ﷺ، وبيان مقدار ما يقرؤه ﷺ ليخرج بذلك من التبعة.

        ومن المعلوم أن القراءة التي تكون بعد الفاتحة أنها سنة من سنن الصلاة، وعلى السائل إذا كان قد لاحظ على أحدٍ من الأئمة ملاحظة من ناحية القراءة أن ينصحه؛ وكذلك عليه أن يستعين ببعض الأشخاص الذين لهم صلة بهذا الشخص بأي نوعٍ من أنواع الصلة المثمرة التي تثمر خيراً؛ لإن الصلات في هذه المهمات متنوعة ولها بواعث وأهداف؛ لكن إذا كانت هذه الصلات من الصلات الطيبة، فإنه يستعين بهؤلاء كأقارب الشخص؛ وبأصدقائه وأحبائه على الخير، ويكون بذلك قد نبّه هذا الإمام بطريقٍ مباشر وبطريقٍ غير مباشر. وبالله التوفيق.