Loader
منذ 3 سنوات

هل تعتبر صلاة ركعتين قبل الوتر من قيام الليل؟


  • الصلاة
  • 2021-07-12
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5883) من المرسلة أ.أ. من جدة، تقول: هل تعتبر صلاة ركعتين -فقط- قبل الوتر من قيام الليل، مع العلم أنني أصلي على الكيفية التالية: أصلي كلّ ليلة قبل الوتر ركعتين أقرأ في الأولى أواخر سورة آل عمران إلى آخر السورة، وفي الثانية أختار آيات من القرآن الكريم فأقرؤها غيباً، فهل تعتبر لي قيام ليل؟

الجواب:

        قيام الليل يصلي الإنسان ما يتيسر له، فإذا صلى ثلاث ركعات ثم أوتر بثلاثٍ كما كان الرسول ﷺ يفعل فإن غالب صلاته في الليل إحدى عشرة ركعة، فقد صلى ثلاث عشرة ركعة.

        وأنا أنصح السائلة وكذلك المستمع بأن يحرص على أن يصلي ما يستطيعه من الصلاة بحسب قدرته، فمنهم من يستطيع أن يصلي إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة، أو أكثر من ذلك، وإذا كان لا يستطيع واقتصر على ثلاث ركعات، أو اقتصر على ركعة واحدة فإن الله سبحانه وتعالى يقول: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) "[1].

        ومن قواعد الشريعة قاعدة التفاضل، وقاعدة التفاضل هذه قاعدةٌ واسعة جداً، والذي يخص هذه المسألة من هذه القاعدة هو التفاضل بين الأمور المسنونة من الصلوات، فالشخص الذي يصلي ثلاثاً وعشرين ركعة ليس من الفضل كالذي يصلي أكثر من ذلك، وهو أعلى بالفضل ممن يصلي دون ذلك، فمن أوتر بركعة ليس كمن صلى إحدى عشر ركعة أو ثلاث عشرة ركعة.

        وبناءً على ذلك فإنه كلما زاد الإنسان من العمل زاد له الأجر، وكلما نقص من العمل نقص الأجر، وهذا الأجر الذي يزيد هذا لك أيها العامل، وهذا الأجر الذي ينقص هو نقصٌ عليك أيها العامل.

        وبناءً على ذلك فإن الشخص يحرص بقدر استطاعته أن يتزود، كما قال -تعالى-: "وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى"[2]. وبالله التوفيق.

        المذيع: هل ترون فضيلة الشيخ في كيفية صلاتها التي ذكرت ومداومتها عليها قراءة أواخر سورة آل عمران دائماً في هذا أمر؟

        الشيخ: الأمر في هذا واسع؛ لأن الشخص قد يختار من الآيات ما ورد فيه فضل، كما شكا بعض الصحابة إمامَهم على الرسول ﷺ لكثرة قراءته سورة قل هو الله أحد، فقالوا: إنه يُكثر قراءتها، فاستدعاه ﷺ وسأله: هل ما يقولونه صحيح؟ قال: نعم، قال: « ما الذي حملك على هذا؟» قال: هذه سورةٌ أحبها، قال: « حبك إياها أدخلك الجنة »، وقد يُحب الشخص بعض الآيات بالنظر إلى أنها تؤثر عليه من باب الترغيب أو من باب الترهيب، فيألفها ويستمر على قراءتها وليس في ذلك بأسٌ. وبالله التوفيق.



[1] الآيات (7- 8) من سورة الزلزلة.

[2] من الآية (197) من سورة البقرة.