Loader
منذ سنتين

حكم لفظ "يا وجه الله"، و "في ذمتك"، و"قمت بالذي أقدر عليه والباقي على الله"، و"منة الله ومنة خلقه"


  • فتاوى
  • 2022-02-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11310) من مرسل لم يذكر اسمه، يسأل عن مجموعة من الألفاظ اللفظ الأول "يا وجه الله"، و "في ذمتك"، و"قمت بالذي أقدر عليه والباقي على الله"، و"منة الله ومنة خلقه".

الجواب:

        هذه كلمة أنا سمعتها من بعض الأشخاص يقولها الشخص كلفظ متوارث من جهة الألفاظ العادية، فعندما يسمع كلاماً يؤثر عليه تأثيراً سلبياً أو يؤثر عليه تأثيراً إيجابياً.

        وقلت: سلبياً وإيجابياً من ناحية أن الكلام الذي يسمعه قد يكون فيه مفسدة، وقد يكون فيه مصلحة، فعندما يسمع هذا الكلام يتأثر ويقول: "يا وجه الله " هذا الذي فهمته منه .

        أما قوله ( في ذمتك هذه الكلمة يستعملونها بمعنى أنه يأمنه على ما يقول، أو يأمنه على ما يريد أن يؤمنه عليه؛ لأن هذه لها طريقان:

        الطريق الأول: أنه يخبره بأمر ويقول له: في ذمتك أن هذا صدق؛ يعني: إنك مسؤول عنه.

        الطريق الثاني: أو يحمله مسؤولية ويقول له: هذا في ذمتك ، هذا المال أو ما إلى ذلك في ذمتك. هذا ليس فيه شيء.

        أما لفظ: "قمت بالذي أقدر عليه والباقي على الله".

        هذا كلام يخبر به الشخص أنه بذل استطاعته ، وما زاد عن الاستطاعة فهو راجع إلى الله من جهة تيسيره، فإن الله -سبحانه وتعالى- ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

        "منة الله ومنة خلقه"يقول الله -سبحانه وتعالى-: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ}[1]. هذه الكلمة التي قالها هو فيها تنبيه على قوة تعلقه بالله -عزوجل- ولهذا إذا توكل الإنسان: « لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خاصاً وتروح بطاناً »، فالمقصود هو أن الإنسان إذا صدق فيما بينه وبين الله، وفوض الأمور إلى الله؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- ييسر الأمور. وكما جاء في الحديث القدسي: « أنا عند ظن عبدي بي »، وقال الله -سبحانه وتعالى-: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}[2]، {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ}[3] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}[4].

        وجاء في الحديث القدسي: « يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم. يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أُطعمكم. يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم ».

        فهذه الجمل الثلاث فيها أمور الدِّين والدنيا، كلها بيد الله -جلّ وعلا-، فعلى الإنسان أن يصدق فيما بينه وبين الله -جلّ وعلا-. وفضل الله عليه أحسن من فضل الناس. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (17) من سورة الحجرات.

[2] من الآية (2) من سورة الطلاق.

[3] من الآية (282) من سورة البقرة.

[4] من الآية (29) من سورة الأنفال.