"شورك وهداية ربك" هل هذه اللفظة حلال؟
- سدالذرائع
- 2022-02-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10829) من مرسل، يقول: "شورك وهداية ربك" هل هذه اللفظة حلال؟
الجواب:
يقول الرسول ﷺ: « لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت؛ ولكن ليعزم المسألة فإن الله لا مكره له »؛ يعني: ليس له شريك.
ويقول الله -جل وعلا-: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[1].
فهذا جمع بين الشور وبين هداية الله، فيتجنب التعبير بهذا الشيء ويكتفي بالأول يقول: هذا الرأي الذي رأيته سأنظر فيه أو ما إلى ذلك، ويكتفي بهذا المقدار، ويسأل ربه ويقول: "اللهم اهدني إلى طريق الحق"، فيتجنب هذا اللفظ؛ لأن الله -تعالى- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا}[2] وهذه من الآيات التي جاءت دالةً على سد الذرائع، وذلك أن اليهود كانوا يحضرون مجلس الرسول ﷺ وكان يحضره بعض الصحابة، وكان يتحدث معهم يعلمهم أمور دينهم، فاليهود استغلوا هذه الفرصة فقالوا: "راعٍ يا محمد"؛ يعني: هم يريدون راعياً من الرعونة؛ لأنهم سمعوا الصحابة يقولون: "راعنا"؛ يعني: اصرف وجهك إلينا إذا كنت تتكلم. فاليهود استغلوا هذه الفرصة فقالوا: "راعنا يا محمد"؛ يعني: من الرعونة وهي كلمة سبٍ، فقال الله -جل وعلا-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يخاطب الصحابة الذين يحضرون مجلس الرسول ﷺ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا}[3]، فأبدل كلمة: "انظرنا" بكلمة: "راعنا" لأنها لا تحتمل إلا معنىً واحداً. وعلى هذا الأساس على الإنسان أن يتجنب الأمور التي فيها اشتباه لقوله ﷺ: « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ». وبالله التوفيق.