Loader
منذ سنتين

توفي زوجي وأفكر فيه وأدعو له دلوني على العمل الذي يوصلني إلى الجنة واللقاء به


  • فتاوى
  • 2022-01-30
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9827) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: زوجي توفي قبل أربعة عشر عاماً وأفكر فيه وأدعو له دائماً، دلوني -أحسن الله إليكم- على العمل الذي يوصلني إلى الجنة واللقاء بزوجي؛ خصوصاً بأنني دائمة التفكير فيه والدعاء له وأرجو لقاءه عند ربي.

الجواب:

        الله -جل وعلا- ليس بينه وبين خلقه نسب، والعلاقة التي بين الله وبين خلقه هي ما ذكره في قوله -جل وعلا-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[1]، فالله -جل وعلا- كلّف عباده بعبادته، والشخص الذي يمتثل ذلك، ويقومُ بما أوجب الله عليه؛ فيؤدي ما أمره الله به، ويترك ما حرم الله -جل وعلا- عليه؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- قال: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}[2]، وقال: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ}[3].

        وإذا كان الشخص -الرجل وأهل بيته- كلهم قائمون على هذا الوجه، فقد قال -جل وعلا-: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}[4]، ومن فضل الله -جل وعلا- أن الله إذا أدخل الشخص وأدخل ذريته معه في الجنة فإن كان في منزلةٍ أعلى رفع الله ذريته إليه، وإن كانت ذريتهُ في منزلٍ أعلى وهو في منزلٍ أقل فإنّ الله يرفعهُ إليهم.

        فعلى المسلم أن يأخذ بالأسباب التي تُقربه إلى الله -جل وعلا- وتسببُ رضاه، وعليه أن يتجنب الأسباب التي تُغضب الله -جل وعلا- وتُبعد هذا الشخص؛ لأن الشخص تارةً يكون من أولياء الله -جل وعلا- وتارةً يكون من أولياء الشيطان؛ كما قال -جل وعلا-: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ}[5].

        وولاية الإنسان للشيطان قد تكون ولاية كاملة؛ بمعنى: إنه يخرجُ عن دائرة الإسلام بسبب هذه الولاية، وهذا في الشرك الأكبر، والنفاق الأكبر، والكفر الأكبر بجميع درجات كل واحد منها.

        وقد تكون الولاية نسبيةً؛ بمعنى: إنه يكون ولياً من أولياء الشيطان بسبب معصيةٍ من المعاصي، ويبعد عن الله -جل وعلا- بسبب هذه المعصية.

        فكلما أبعد الإنسان عن المعاصي وحرص على فعل الطاعات قرُب من الله -جل وعلا-، وكلما حصل خللٌ في باب الأوامر من ناحيةِ أنه يتركها عمداً بغير عذرٍ شرعي؛ وكذلك يفعل شيئاً من المحرمات عمداً ليس له عذرٌ شرعي يكون بعده عن الله من جهة، ويكون قربُه من الشيطان نعوذُ بالله من ذلك. وبالله التوفيق.



[1] الآية (56) من سورة الذاريات.

[2] من الآية (30) من سورة الكهف.

[3] الآية (94) من سورة الأنبياء.

[4] من الآية (21) من سورة الطور.

[5] من الآية (257) من سورة البقرة.