الفتوى رقم (7397) من المرسل السابق، يقول: يُداوم بعض المصلين في المساجد على الدعاء بعد كل صلاة جماعة والتأمين وقراءة الفاتحة، ويجتمعون على الذكر بصوتٍ مرتفع عند المنبر لكل صلاة، هل هذا العمل بدعة؟ وهل تجوز الصلاة مع أئمةٍ من أهل الطرق والبدع إذا لم يوجد سواهم؟

الجواب:

        أما بالنظر للشق الأول فهو بدعة؛ لأن هذا لم يُعرف عن الرسول ﷺ ولا عن أحدٍ من خلفائه الأربعة، وكذلك الصحابة، ولا عن أحدٍ من التابعين رضي الله عنهم. وقد قال ﷺ: « خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم »، قال الراوي: لا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة، فالقرون المفضلة لم يُعرف عن أحدٍ منهم أنهم كانوا يفعلون هذا الشيء أو يأمرون به، وهذا من البدع الإضافية؛ لأن الذكر أصله مشروع؛ لكن على هذه الحالة، وفي هذا الوقت، وفي هذا المكان وملازمة ذلك وبصفةٍ مستمرة، وكونهم جماعة، وكونهم يجهرون به؛ جميع هذه الأمور من البدع، فلا يجوز للإنسان أن يحضرها، وإذا كان قادراً على منعها فإنه يجب عليه منعها.

        أما بالنظر إلى الإتمام في الصلاة فقد قال ﷺ: « يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله »، فالشخص عندما يكون صالحاً للإمامة يُصلى خلفه؛ لأن القاعدة العامة أن من صحت صلاته في نفسه صحت إمامته، فإذا لم يكن فيهم ناقض من نواقض الإسلام بل يكون الشخص مرتكباً لمعصية من المعاصي؛ ولكن لا يوجد من يصلح للإمامة سواه، فإنه يصلي ويُصلَّى خلفه، أما إذا وجد من هو أولى بالإمامة منه فلا يجوز تقديمه. وبالله التوفيق.