Loader
منذ سنتين

حكم الضحك أمام الصديق على سوء ألم به


  • فتاوى
  • 2021-12-31
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7939) من مرسل لم يذكر اسمه يقول: هل يعتبر الضحك أمام صاحبي على سوءٍ ألمّ به نوعاً من الشماتة حتى لو كان يحدث هو عن نفسه ويضحك معي ويرضى عن ضحكي؟ وهل أنا آثم إذا لم أستطع أن أحجب الضحك عن الناس؟

الجواب:

        الضحك فعلٌ من الأفعال وهو مبنيٌ على القصد عندك، فإذا كان هذا الضحك مبنياً على الشماتة فإنك إذا عملت هذا فقد تعاقب بمثل ما وقع فيه صاحبك من جهة، ويُعافيه الله من جهةٍ أخرى، وقد قال الله -جل وعلا-: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}[1]، وإحسان الإنسان إلى نفسه وكونه يرى الخير الذي عمله والشر الذي عمله، هذا قد تكون نتيجته تحصل له في الدنيا، وقد تحصل في الآخرة، وقد تحصل له في الدنيا وفي الآخرة، ولهذا الإنسان عندما يعصي الله يكون هذا سبباً لغضب الله -جل وعلا- ثم يتدرج ينتقل من معصيةٍ إلى معصية، فنتيجة المعصية الأولى تحصل عليها؛ وهكذا بالنظر إلى اندراجه في فعل المكروهات، وهكذا بالنظر إلى ترك الواجب، قد يترك واجباً ثم يتدرج الأمر فيه إلى الإكثار من ترك الواجبات، ويتدرج فيه الأمر إلى ترك المندوبات، فعلى المسلم أن يتقي الله في نفسه، وقد قال : « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

        ومن المعلوم أنك لا تحب من أخيك أن يعمل معك هذا العمل وهو الضحك على سبيل الشماتة به حسب ما تعقد قلبك عليه، وما دمت لا تحب ذلك منه لك، فلا يجوز لك أن تفعل ؛ لأن هذا ليس من الإيمان. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (7 - 8) من سورة الزلزلة.