شخص معاملته مع أهله تختلف عن معاملته مع الناس
- فتاوى
- 2021-12-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4719) من المرسل السابق، يقول: أنا رجل أصلي والحمد لله وملتزم، ولكن معاملتي مع أهلي تختلف عن معاملتي مع الناس فأنا مع أهلي شديد بعض الشيء ومع الناس هين لين، بم توجهوني يحفظكم الله؟
الجواب:
هذا يرجع إلى شخصيتك أنت وقصدك هذا من جهة، وإلى الأسباب التي تجعلك هيناً ليناً مع الناس، وإلى الأسباب التي تجعلك شديداً مع أهلك.
والرسول ﷺ قال: « خيركم خيركم لأهله،وأنا خيركم لأهلي ».
فمفروض أن الشخص في أهله، في أبيه، في أمه، في زوجته، في أولاده، في سائر أقاربه مفروض أنه يعامل كل واحد منهم بما يليق به من المعاملة الشرعية، ولهذا لما جاء رجل يسأل الرسول ﷺ، قال: « من أولى الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال:ثم من؟ قال: أبوك، ثم أدناك أدناك ».
فإذا كان الأهل رعية لهذا الشخص، والله جل وعلا استرعاه عليهم، فواجب عليه أن يحسن إلى هذه الرعية بما أوجب الله -جل وعلا- عليه من الإحسان، ويتفضل عليهم بما أمره الله به وليس على سبيل الوجوب. ويتجنب أيضاً جميع الأمور التي نهاه الله عنها.
أما معاملته مع الناس الآخرين في الخارج، فهذا قد يكون راجعاً إلى أنه؛ إما أنه يخاف منهم، أو أنه يرجو نفعهم، أو أنه يريد أن يعمل لنفسه دعاية لشخصيته؛ بمعنى: أنه يريد أن الناس يثنون عليه، ويصفونه بأنه حليم؛ لإن مقاصد الناس تكون مختلفة، وعلى العبد أن يكون حريصاً على التمشي على شرع الله. وبالله التوفيق.