Loader
منذ سنتين

هل يلزم بعد حفظ القرآن معرفة الناسخ والمنسوخ؟ وما أفضل الكتب في هذا؟


  • فتاوى
  • 2022-03-01
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11564) من المرسل السابق، يقول: هل يلزم بعد حفظ القرآن معرفة الناسخ والمنسوخ؟ وما أفضل الكتب في هذا؟

الجواب:

        أنا ذكرت في أكثر من حلقة أن الشخص إذا أراد أن يحفظ القرآن فإنه يحفظه لكن يتبع هذه الطريقة:

        تحديد آيات الموضوع، ثم معرفة معنى ما في هذا الموضوع من المفردات؛ أي: معناها اللغوي والشرعي، ثم معرفة سبب النزول، ثم معرفة الناسخ والمنسوخ، ثم معرفة المشكل اللفظي؛ لأن هذه الآيات قد يكون فيها ما يشبه آية أخرى؛ كما في قوله -تعالى- في سورة البقرة: {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ}[1]، وفي موضع آخر من القرآن: {وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}[2]. وقوله: {وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ}[3]، وقوله: {وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ}[4] فلا بدّ أن يتنبه لذلك.

        ثم بعد ذلك يتنبه للمشكل المعنوي، وذلك أن القرآن عندما يعمل الشخص مقارنة بين آيتين قد ينشأ عنده إشكال؛ ففي قوله -تعالى-: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ}[5] مع قوله -تعالى-: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}[6]. وقوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}[7] فقد يرد تساؤل من شخص: كيف ينفي السؤال هناك ويثبته هنا؟ وفيه كتب اعتنى أصحابها في بيان مشكل القرآن على هذا الوجه؛ مثل: كتاب غرة التنزيل وغرة التأويل، وكتاب باهر القرآن في متشابه القرآن؛ إلى غير ذلك.

          ثم بعد ذلك يعرف معاني هذه الآيات حسب آيات الوقف؛ لأن علامات الوقف موضوعة بحسب معاني الجمل من جهة علاقة بعضها ببعض.

          ثم بعد ذلك يعرف المناسبة بين هذه الجمل، ثم بعد ذلك يعرف المعنى العام لهذه الآيات، ثم بعد ذلك معرفة ما اشتملت عليه هذه الآيات من الأحكام.

        وبعد إتمامه لجميع هذه المراحل فإنه يبدأ في حفظ القرآن. وبإمكانه الاستعانة بكتاب "أحكام القرآن" لابن العربي، و"أحكام القرآن" للقرطبي. ويستفيد من كتاب "المحرر في أسباب النزول"، أو كتاب "لباب النقول في أسباب النزول"، وكتاب "الناسخ والمنسوخ" لابن النحاس، وكتاب "أخبار أهل الرسوخ في الناسخ والمنسوخ"، وكتاب "مفردات غريب القرآن".

        والكتب المتعلقة بالمتشابه في الألفاظ؛ ككتاب "دليل الآيات المتشابهات". والكتاب المتعلق بالمناسبات بين السور والمناسبات والموضوعات وبين الجمل. فيه كتاب في الموضوع في اثنين وعشرين مجلداً أو يزيد عن ذلك: "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور". وبالله التوفيق.



[1] من الآية (173) من سورة البقرة.

[2] من الآية (3) من سورة المائدة.

[3] من الآية (12) من سورة فاطر.

[4] من الآية (14) من سورة النحل.

[5] الآية (39) من سورة الرحمن.

[6] الآية (24) من سورة الصافات.

[7] الآية (6) من سورة الأعراف.