حكم الحلف بالمصحف كذبًا
- الأيمان والنذور
- 2021-07-26
- أضف للمفضلة
الفتوى قم (6493) من المرسل ب.ع. يقول: حلفت بالله كاذباً ووضعت يدي على المصحف الشريف بأنني لم أفعل شيئاً وأنا فعلته، فماذا عليّ؟
الجواب:
مما يؤسف له أن بعض الناس يستحي من المخلوقين أعظم من استحيائه من الله، ولهذا يقول الله -جل وعلا-: "يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا"[1].
فالواجب على الإنسان أن يراقب الله -جل وعلا- وأن يكون سره منطبقاً مع علانيته، فلا تكون سريرته مخالفةً لعلانيته؛ لأنه قد يتساهل في بعض الأحيان وتكون سريرته على جهة وعلانيته على جهة، ويكون هذا من باب النفاق، فيحق عليه القول من جهة الله -جل وعلا- ويندم وحينئذ لا ينفع الندم، فكون الإنسان يستهين بالحلف بالله -تعالى- وهو يعتقد أنه كاذبٌ في هذا الحلف، فهذا قد أغضب الخالق؛ ولكنه أرضى المخلوق ظاهراً، ولو علم المخلوق الذي قد حلف على وجه الكذب فإنه لن يرضى بهذا اليمين من جهة، ولن يرضى من هذا الحالف أن يحلف بالله كاذباً؛ فعلى هذا الشخص أن يستغفر الله، وأن يتوب إليه، ولا يعود لمثل ذلك. وبالله التوفيق.
المذيع: انتشار وضع اليد على المصحف أثناء الحلف، هل لهذا أصل في الشرع؟
الشيخ: الأصل أن الحلف على المصحف أو وضع اليد أيضاً كلّ هذا ليس له أصل؛ لأن المشروع أن يحلف الإنسان بذات الله، أو باسمٍ من أسمائه، أو بصفةٍ من صفاته. والعمدة أنه يكون صادقاً في حلفه، هذا هو الواجب. وبالله التوفيق.