Loader
منذ سنتين

توجيه لمن يحس أن كل ما يفعله من الصلاة وقراءة القرآن والنوافل من النفاق ويجد صعوبة في فهم معاني القران؟


  • فتاوى
  • 2022-01-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8732) من المرسلة أ. ع من المدينة تقول: أنا محافظة على الصلاة وقراءة القرآن والنوافل، أخاف من عذاب الآخرة أحس بضيق في قلبي، ينتابني إحساس أن كل ما أفعله يعتبر من النفاق؛ لأن صدري يضيق مع أني عندما أمسك المصحف أظل أقرأ فترات طويلة وأحاول أن أفهم معاني ما أقرأ أرجو التوجيه والنصيحة؟

الجواب:

        أما بالنظر للضيق الذي يحصل عندها حينما تعمل الأعمال الصالحة فهذا من الشيطان؛ لأنه يُريد أن يثبطها.

لأن الشيطان له مقامات مع الإنسان؛ من هذه المقامات:

        وهو المقام الأول أن يحمل الإنسان على الكفر الأكبر، أو النفاق الأكبر، أو الشرك الأكبر بجميع أقسام كل واحد منها، فإذا عجز عن ذلك حمله على الشرك الأصغر، فإذا عجز عن ذلك حمله على فعل كبائر الذنوب، مثل الزنا، ومثل شرب الخبر، ومثل اللواط، وغير ذلك من الأمور التي نُهي عنها، وكذلك يحمله على ترك الواجبات فإذا عجز عن حمله على ترك الواجبات، وعلى فعل المحرمات التي هي كبائر الذنوب، يحمله بعد ذلك على الإصرار على صغائر الذنوب؛ أي: أنه لا يتوب منها يعمل الصغيرة ويستمر عليها ولا يتوب، والإصرار على الصغيرة يحولها إلى كبيرة.

        فإذا عجز عن ذلك، حمله على الأخذ بالمتشابهات، فالرسول ﷺ قال: « الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى » وإذا عجز عن ذلك؛ بمعنى: أن الشخص كان يتقي الشبهات حمله على ترك النوافل، والنوافل بابها واسع فقد يحمله على التقليل من السنن التي تُفعل في صلاة الفرض مثلاً يحمله على الاقتصار على تسبيحة واحدة في الركوع وعلى تسبيحة واحدة في السجود، وهكذا سائر النوافل يحمله على ترك هذه النوافل المتعلقة بالفرائض، وقد يحمله أيضاً على ترك الرواتب؛ راتبة الظهر التي قبلها والتي بعدها، وهكذا راتبة المغرب، وراتبة العشاء، وراتبة الفجر، وإذا عجز عن ذلك حمله على ترك التطوع مثلاً صلاة الضحى ومثلاً صلاة الليل يحمله على تركها.

        فالشيطان يشتغل مع ابن آدم على وجوه كثيرة، والمتعيّن على الإنسان أنه يُكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

        وأما قولها أنها تقرأ القرآن وتحاول أنها تتدبره، فلا شك أن قراءة القرآن لها فضل عظيم، وكذلك العناية في تفسيره، وتفسيره يحتاج إلى أن الشخص يعرف الوجه الذي يريد أن يسلكه لمعرفة هذا الجانب من جوانب التفسير.

        فعلى سبيل المثال لا الحصر من وجوه تفسير القرآن: تفسير مفردات القرآن، ومن وجوه التفسير أن الشخص يعرف سبب نزول الآية، ومن وجوه التفسير أن الشخص يعرف الآية هل هي محكمة أم منسوخة، ومن وجوه التفسير أيضاً تفسير القرآن بالقرآن، ومن وجوهه تفسير القرآن بالسنة وبآثار الصحابة وآثار التابعين وأتباع التابعين.

        فالشخص محتاج إلى أن يعرف الوجه الذي يسلكه من أجل معرفة تفسير هذا الجانب من القرآن، وبالله التوفيق.