Loader
منذ 3 سنوات

الكتب التي ينصح بقراءتها والاطلاع عليها


  • فتاوى
  • 2021-09-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1438) من المرسل ح. ح، من سوريا، يقول: ما الكتب التي تنصحوني بقراءتها والاطلاع عليها؟

الجواب:

        الكتب التي ننصحك بالاطلاع عليها وبقراءتها -أولاً- قراءة كتاب الله -جلّ وعلا-، وتدبره والعمل بما فيه، وذلك أن كثيراً من الناس لا يتعلم القرآن أصلاً، وهؤلاء مصابون بهجر التعلم، ومنهم من يتعلم القرآن؛ ولكنه لا يتلوه، فقد تمضي عليه السنة والسنتان والثلاث، لا يختم القرآن مرة واحدة، وهذا يكون قد أصيب بهجر التلاوة، ومنهم من يقرأ القرآن ويتلوه؛ ولكنه لا يتدبره، وهؤلاء قد أصيبوا بهجر التدبر، ومنهم من تعلمه ويتلوه ويتدبره؛ ولكنه يعمل بخلافه، فهذا أصيب بهجر العمل به، فعليك أن تتعلم القرآن وأن تتلوه وأن تتدبره وأن تعمل بما فيه، وإذا أمكنك أن تحفظ القرآن عن ظهرِ قلبٍ؛ كما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون ذلك، فإنه كان الواحد منهم يقرأ عشر آيات يحفظها ويتدبر ما اشتملت عليه من المعاني؛ سواءٌ كانت المعاني للمفردات، أو كانت المعاني للجمل، وكذلك يستعين على فهمها بما جاء في تفسير هذه الآيات من كلام رسول الله ﷺ، وكذلك يعرف من هذه الآيات إذا كان منها شيءٌ ناسخٌ أو منسوخ أو ما إلى ذلك؛ المهم أنه يتعلم جميع ما يتعلق بهذه الآيات العشر، وهكذا كلّ يومٍ يقرأ عشر آيات يحفظها ويتدبر ما اشتملت عليه من جميع المعاني، ويستعين على ذلك بأن يضم إليها ما يتصل بها من كلام رسول الله ﷺ، وهذه النقطة تحتاج إلى شيءٍ من الإيضاح، وذلك أن القرآن يُمكن أن يُفسر بوجوهٍ مختلفة، منها أن القرآن يُفسر بالقرآن، ومنها أن القرآن يُفسر بسنة رسول الله ﷺ، ومنها أنه يُفسر بأقوال الصحابة رضي الله عنهم، ومنها أنه يفسر بأقوال التابعين، ومنها أنه يفسر بكلام أهل العلم فيما بعد ذلك، ومنها أنه يفسر بلغة العرب، ومنها أنه يفسر بمقاصد الشريعة؛ فهذه أمور بإمكان الشخص أن يستعين بهذه الأمور على فهم كتاب الله -جلّ وعلا-، وكذلك بعد هذا يأتي إلى سنة الرسول ﷺ، فيتعلم منها ما يستقيم به أمر دينه، وكذلك يتعلم من كتب العقائد في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-؛ مثل العقيدة الواسطية، ومثل الطحاوية وشرحها، وغير ذلك من الكتب المتعلقة بالعقيدة، فهذه أمور كلها تحتاج إلى أن الشخص يتنبّه لها.

        وكذلك بالنسبة للفقه يقرأ من الفقه ما يستقيم به أمور دينه؛ ولكنه لا يقرأ ذلك بانفراده؛ بل يقرؤه على من يثق به من أهل العلم عنده، فإذا اعتنى بكتاب الله وما يتصل به وبسنة رسول الله ﷺ، وما يتصل بها، وبعقيدة السلف الصالح وما يتصل بها، وبالفقه وما يتصل به مما هو في حاجةٍ إليه؛ فهو بهذا يكون قد سلك مسلكاً حسناً في هذا، وبإمكانه أن يستعين بأهل العلم الذين يثق بهم في بلده، أو بطريق المراسلة، أو بطريق الهاتف. وعليه أن يهتم بنفسه من جهة أنه يُحافظ على أوامر الله، ومن جهة أنه يترك ما نهاه الله -جلّ وعلا- عنه فإن المعاصي سببٌ للحرمان من العلم. وبالله التوفيق.