حكم صفح الأولاد عن زوجة الأب التي كانت تسيء إليهم
- فتاوى
- 2021-06-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (522) من المرسل ر.س.ر.ع من سلطنة عمان يقول في رسالته: ماتت أمنا ونحن صغار أنا وإخوتي وأخت واحدة، وتزوج الوالد من امرأة عندها أولاد من غيره، كانت هذه المرأة قاسية القلب معنا، وتعاملنا معاملة سيئة؛ حتى إنها تمنعنا من شرب الماء البارد. وتفرق بين معاملتنا ومعاملة أولادها من غير أبينا، وأن أبانا كان غبياً لا يعرف شيئاً عن الموضوع هذا، ولازال في قلوبنا عليها بغضاء وحقد، ولا يمكن أن نسامحها إلى يوم القيامة، السؤال: قد كبرنا الآن، وسكنا في منازلنا، ونذهب في سفر وعندما نودعها تطلب من أن نحللها وأن نبرئها، ونحن نرد عليها: الله يحللك ويبرئك -مجاملة فقط-، ولا يمكن أن نغفر لها، فهل في كلامنا هذا إثم علينا؟ وبم تنصحنا؟
الجواب:
هذه المسألة من الأمثلة التي يمثّل بها للجواب الذي سبق قبل قليل، وأما ما يتعلق بزوجة أبيهم، فالذي أنصحهم به هو أنهم يبيحونها؛ لأن ما عند الله خير وأبقى، وقد قال تعالى: "وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"[1]، ويقول -جلّ وعلا- "وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"[2]، ويقول -جلّ وعلا-: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ"[3].
المقصود: وردت أدلة من القرآن ومن السنة دالة على أن الشخص إذا كان له مقت على شخص آخر فإنه يبيحه، وهذا فيه أجر عظيم له. وهذه المرأة قد أحست بما صدر منها من إساءة وأنتم أنعم الله عليكم بما رزقكم من إمداد بالعمر ومن صحة ومن مال، حيث استقررتم في مساكن وابتعدتم عنها؛ فالمقصود أن الذي أنصحك به أن تبيحوها، وأرجو أن يأجركم الله على ذلك. وبالله التوفيق.