Loader
منذ سنتين

أصلي بانتظام وأشكو من عدم الخشوع في صلاتي. وأخرج من صلاتي كأني لم أصل شيئاً


  • الصلاة
  • 2022-02-21
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9962) من المرسلة أ. ع من المنطقة الشرقية تقول: أصلي بانتظام ولله الحمد؛ ولكني أشكو من عدم الخشوع في صلاتي. وأتحدث في صلاتي رغم أني أجاهد نفسي وأخرج من صلاتي كأني لم أصل شيئاً، وأنا في قلق شديدٍ حيال ذلك، هل أنا ممن لم يصلّ أصلاً ؟ أرجو من فضيلتكم بيان الطريق السليم لي.

الجواب:

        الله -جل وعلا- أثنى على الخاشعين في صلاتهم فقال: -جل وعلا-: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)}[1]. وأثنى على المقيمين لها فقال -جلّ وعلا- في افتتاح سورة البقرة: {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)}[2] وهكذا في سورة:قد أفلح المؤمنون، قال: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}[3].

        فإذا جمع الإنسان بين الخشوع وبين المحافظة والمداومة عليها، وأتى بأركانها وشروطها وواجباتها، وتجنب موانعها؛ يعني: الأمور التي تبطلها، فهذه لا شك أنها صلاةٌ صحيحة.

        لكن مما ينبغي التنبيه عليه أن الشخص قد يكون عنده عوارض لا يتنبه لها بأنها مؤثرةٌ على صلاته، فمن ذلك الكسب الحرام هذا له تأثير سيءٌ، فإذا فرضنا أن المرأة التي عند والدها أو عند أخيها أو في عصمة زوجها؛ هذا الرجل يكون كسبه حراماً فينفقه على نفسه وعلى أهل بيته -لا شك أن الكسب الحرام له تأثيرٌ على القلب، ويكون هذا من المؤثرات التي تؤثر على الإنسان، فيكون خشوعه معدوماً في الصلاة، أو يكون خشوعه قليلاً.

        وهكذا لو كان الشخص عنده مشاكل تشغل باله فيدخل في الصلاة وهو منشغلٌ في المشاكل؛ سواءٌ كانت هذه المشاكل مشاكل بين الزوج وزوجته، أو كانت مشاكل بين الأب وولده، أو بين الأخ وأخيه، أو الأخت وأختها، أو الأخ وأخته وهكذا، أو بين شخصٍ وشخصٍ أجنبيٍ منه؛ المهم هو أنه يوجد في قلبه ما يشغله. أو تكون عنده مضايقات مالية بحيث إنه ينشغل بالتفكير في هذه الأمور.

        وبناءً على ذلك فإن الشخص ينبغي أن يتحسس نفسه، وأن ينظر إلى ما يصدر منه وإلى ما يرد عليه، فإذا كان يصدر منه شيء من المعاصي؛ مثل: يزني، يشرب الخمر، يأكل الربا، إلى غير ذلك من الأمور المؤثرة فينظر إلى ما يرد عليه وما يصدر منه، فإذا كان ما يرد عليه سليماً، وما يصدر منه سليماً، وليس عنده شيء من المؤثرات فأرجو أن يكون هذا الشخص ممتثلاً لأمر الله -جل وعلا- من جميع الوجوه. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (1-2) من سورة المؤمنون.

[2] الآيات (1-3) من سورة البقرة.

[3] الآية (9) من سورة المؤمنون.