الزوج العنيد الذي يمنع الزوجة من السلام على أهلها دون سبب ماذا تفعل لطاعته وإرضاء والديها؟ وهل هذا من قطع الرحم؟
- النكاح والنفقات
- 2022-03-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (12220) من المرسلة م. س. ن، تقول: الزوج العنيد الذي يمنع الزوجة من السلام على أهلها وأقاربها وذلك دون أسباب مقنعة ماذا تفعل الزوجة لطاعة هذا الزوج وإرضاء والديها؟ وهل يعتبر ذلك من قطع الرحم؟ وما توجيهكم لمثل هؤلاء الأزواج؟
الجواب:
العلاقة بين الزوجين مستمدة من كتاب الله، ومن سنة رسوله ﷺ، ولهذا يقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[1]، ويقول ﷺ: « استوصوا بالنساء خيراً »[2].
فالرجل له حقوق على المرأة، وعليه حقوق لها. والمرأة لها حقوق على زوجها، وعليها حقوق لزوجها، والواجب على كل واحد من الزوجين أن يفهم الذي له ولا يتجاوزه، وأن يفهم الذي عليه ولا يسلك فيه مسلك التفريط؛ يعني: إنه يقصّر في حق المرأة؛ وكذلك الزوجة لابد أن تفهم الذي لها ولا تتجاوزه بالمطالبة، وتفهم الذي عليها ولا تقصّر في حق من حقوق الرجل، وإذا عرف كل واحد منهما ما له وما عليه وأدّاه على الوجه المشروع لن تحصل مشاكل.
لكن المشكلة هو أن كثيراً من الرجال والنساء يتعامل مع الآخر تعاملاً عشوائياً لا يمت إلى الدين بصلة؛ وإنما يكون مستمداً من الفكر، فما يمليه عليها فكرها تمتنع عنه إذا أرادت الامتناع، أو تقدم عليه إذا أرادت الإقدام بصرف النظر عن كونه مشروعاً أو ليس بمشروع؛ لأن كل واحد منهما يريد أن يكون هو صاحب الكلمة على الآخر، ويسلب الآخر جميع اختصاصاته التي وهبها الله له.
فالواجب على كل من الزوجين -كما ذكرت في بداية الجواب- أن يفهم الذي له والذي عليه، وأن يتقي الله -جل وعلا- فإن الله جعل على يمينه ملك وعلى يساره ملكاً، يكتب الحسنات الذي على اليمين، والذي على اليسار يكتب السيئات؛ وهكذا بالنسبة للمرأة ملكان من صلاة الفجر إلى صلاة العصر، وملكان من صلاة العصر إلى صلاة الفجر، فإذا جاء يوم القيامة يقال له: اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً. فالواجب على كل واحد منهما أن يتقي الله في الآخر. وبالله التوفيق.
[2] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب أحاديث الأنبياء، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته (4/133)، رقم(3331)، ومسلم في صحيحه، كتاب النكاح، باب الوصية بالنساء (2/1091)، رقم(1468).