حكم صيام يوم الإسراء والمعراج والمولد النبوي
- الصيام
- 2021-12-04
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2407) من المرسلة م. أ. ع، من عدن، تقول: هل يجوز الصيام في المناسبات الدينية؛ مثل: معراج النبي ﷺ، ومولده؟
الجواب:
إذا أراد الشخص أن يعمل عبادة فإنه يحتاج إلى أن ينظر إلى أمرين:
أما الأمر الأول فهو: هذه العبادة مشروعة.
وأما الأمر الثاني فإنه: يجعل عمله هذا خالصاً لوجه الله، وقد جاء ذلك في القرآن في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى: "بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ"[1] ففي قوله تعالى: أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ هذا من جهة القصد، وفي قوله: وَهُوَ مُحْسِنٌ هذا من جهة الاتباع، وكذلك قوله تعالى: "وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ"، والآيات في هذا المقام كثيرةٌ.
وإذا رجعنا إلى المناسبات التي ذكرت السائلة أمثلة منها، فليست في الواقع هذه من المناسبات الدينية، فليست إقامة المولد مناسبةً دينية، وليس الاحتفال بالمعراج من المناسبات الدينية؛ بل هذا من البدع، فإن الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- لم يثبت عنه أنه فعل ذلك أو أمر بفعله، وخلفاؤه الذين تولوا الخلافة بعده تباعاً لم يثبت عن أي واحدٍ منهم أنه عمل ذلك، أو أمر أن يعمل به، وهكذا بالنسبة للصحابة والتابعين؛ يعني: القرون المفضلة الذين شهد لهم الرسول ﷺ بالخيرية في قوله ﷺ: « خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم »، قال الراوي: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة.
فالمقصود أن هذه وإن سميت مناسباتٍ دينية، فهذا من تسمية المبتدعة، وهذا ينطبق عليه قوله ﷺ: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد » وفي روايةٍ: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ». وفي سنة الرسول ﷺ وفيما شرع من الصيام -على سبيل المثال فيه- خيرٌ كثير. فصيام الإثنين والخميس، وصيام الأيام البيض: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كلّ شهر، وصيام يوم عاشوراء، صيام يوم قبله معه أو يومٌ بعده معه، ففيه أيامٍ شرع فيها الصيام، وبإمكان الإنسان أن يصوم هذه الأيام، ويكون مأجوراً. أما كونه يصوم ويكون آثماً فهذا لا يجوز للإنسان أن يفعله، وعلى الإنسان أن يتحرى سنة الرسول ﷺ، فقد قال: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسّكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ».
فيحرص الإنسان على معرفة سنة الرسول ﷺ، ويحرص على تطبيقها، ويقصد بذلك وجه الله -جلّ وعلا-.
أما كون الإنسان يستسلم للمبتدعة، ويأخذ التعاليم منهم، ويأخذ ما يريد أن يفعله منهم، فليس هذا من هدي الرسول ﷺ.
أما إذا كان الشخص يترك الصيام من أجل أنه يوم عيدٍ؛ يعني: يوم الميلاد يعتبره يوم عيد، ويجعله بمنزلة عيد الفطر، وعيد الأضحى، فيأخذ على نفسه أنه يحرم صيامه، ففي هذه الحال لا يجوز له أن يفعل ذلك، فلو أن شخصاً كان يصوم معتاداً؛ كأن يصوم الإثنين -مثلاً- والخميس وما إلى ذلك، وصادف هذا اليوم، فإنه لا يترك صيامه. وبالله التوفيق.