Loader
منذ سنتين

كيف أتعلم السنة النبوية؟ وكيف أتعلم أحكام الصلاة والطهارة؟


  • فتاوى
  • 2022-01-01
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8019) من المرسلة السابقة، تقول: أريد أن أتعلم السُّنة النبوية فكيف أتعلمها؟ وأريد أن أتعلم أحكام الصلاة والطهارة والصيام حتى أؤديها وفق الشريعة ، فماذا أفعل؟

الجواب:

        من المعلوم أن الفرض يكون على الكفاية ويكون على الأعيان، ولست أنت من أهل فروض الكفاية ولكنك من أهل فرض العين.

        وفرض العين هو: أن الشخص يجب عليه أن يتعلم من العلوم ما أوجب الله عليه العمل به؛ فيجب عليه أن يتعلم كيفية الطهارة مثلاً، وكيفية الوضوء، وكيفية التيمم، وكيفية الغسل، وأن يتعلم كيفية الصلاة، ويعرف أوقاتها، وهكذا في سائر الأمور التي تجب على الإنسان على وجه التعيين.

        ومما يؤسف له أن كثيراً من الناس يفرط في هذه الناحية؛ فتجد أنه يبلغ من العمر أربعين سنة ولا يعرف كيف يتوضأ! أو لا يعرف الصلاة من جهة تمييز ما يكون ركناً، وما يكون شرطاً، وما يكون واجباً، وما يكون سنة، وما يكون محرماً أو مكروهاً في الصلاة، وهذا ناتجٌ عن تقصير رب الأسرة في تربيته لأولاده من الذكور والإناث؛ لأنه راعٍ لهم، ومن وجوه رعايته أن يعلمهم ما يحتاجون إليه من أمور دينهم مما هو واجبٌ عليهم؛ فيعلمهم كيفية الطهارة بأن يتوضأ وهم يشاهدونه، أو بالقول ويراقبهم عند التنفيذ ليتأكد من ذلك، وهكذا يعلمهم الأمور العينية، وعندما يبلغ الإنسان سن التكليف فواجبٌ عليه هو أيضاً أن يتعلم؛ لأن بعض الأشخاص يتجه إلى دراسةٍ دينية كمن يدخل في مدارس تحفيظ القرآن أو المعاهد الدينية، وهذه الجهات تعلم الأمور الدينية، لكن قد يدخل في مدارسَ تعلم الأمور الدنيوية ولا يكون فيها تعليم للأمور الدينية، وتكون هناك رغبة للوالد ورغبة للولد في دراسة هذه الأمور التي تكون بعيدة عن الأمور الدينية، فعلى ولي أمر هذا الشخص أن يعلمه، وعليه هو أيضاً أن يتعلم من والده، وإذا كان والده لا يحسن فعليه أن يبحث عمن يعلمه؛ لأنه أصبح مكلفاً ومسؤولاً عن نفسه.

        وأنا أشاهد بعض الأشخاص يبلغ من العمر ثلاثين سنة، أو خمساً وثلاثين سنة، أو أربعين سنة لا يحسن الوضوء ولا يحسن التيمم، ولو أراد أن يتيمم ما عرف كيف يتيمم، ولا يحسن الصلاة أيضاً.

        فالمقصود أن كل مكلفٍ عليه أن ينتبه لنفسه، وأن يتفقد النقص الذي عنده من الواجبات العينية عليه، وأن يتعلم ذلك ليعمل به، فقد شاهد الرسول ﷺ رجلاً يصلي، فلما انتهى دعاه فقال له: « صلِّ فإنك لم تصلِّ »، فذهب فصلى كصلاته الأولى، فلما جاء إليه ﷺ قال له: « صلِّ فإنك لم تصلِّ »، فذهب وصلى مرةً ثالثة، فقال له الرسول ﷺ لما جاءه: « صلِّ فإنك لم تصلِّ »، فقال: والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني، فعلمه الرسول ﷺ كيفية الصلاة، فذهب وصلى كما علمه الرسول ﷺ ».

        ومن المعلوم أنه لن تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن علمه فيما عمل به، وعن ماله من أين جمعه وفيما أنفقه، ومن جهةٍ ثانية يُسأل: لمِ فعلت؟ وكيف فعلت؟

        أما السؤال: لم فعلت؟ فالمقصود منه: هل فعلت هذا لوجه الله أم أنك فعلته لغير الله؟

         وأما كيف فعلت؟ فهذا راجعٌ إلى كيفية العمل؛ يعني هل العمل الذي عملته مطابقٌ لما طلبه الله منك؟ هذان السؤالان هما الإخلاص والمتابعة؛ فالسؤال الأول: لم فعلت؟ هذا عن الإخلاص، والسؤال الثاني: كيف فعلت؟ هذا من جهة المتابعة، وبالله التوفيق.