Loader
منذ سنتين

فضل التوبة والإنابة


  • فتاوى
  • 2022-01-29
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9647) من المرسل السابق، يقول: التوبة باب عظيم، فهلا حدثتمونا بشيءٍ عن فضل التوبة والإنابة.

الجواب:

        جاء في الحديث القدسي أن الله -تعالى- قال: « يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم ». وجاء -أيضاً- في هذا الحديث القدسي: « يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ».

        ويقول -جلّ وعلا-: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}[1]، ويقول -جلّ وعلا-: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}[2].

        وقد وكل الله بكلّ فردٍ من المكلفين من بني آدم أربعة ملائكة: ملكين من صلاة الفجر إلى صلاة العصر، وملكين من صلاة العصر إلى صلاة الفجر يكتبون حسناته وسيئاته، فالذي على يمينه يكتب الحسنات، والذي على يساره يكتب السيئات: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[3]، فأنت يا عبد الله تملي والملائكة يكتبون ما تملي عليهم، والله هو الذي ينظر في ذلك، تعرض الأعمال على الله يوم الإثنين ويوم الخميس؛ فانظر ماذا يعرض لك من الأعمال على الله -جلّ وعلا-.

وإذا حصل عند الإنسان تقصير بترك شيء من الواجبات أو بفعل شيء من المحرمات فالله -تعالى- قال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[4]. ويقول في شأن الكفار في سورة الأنفال: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ}[5]، فالإنسان إذا تاب من الشرك الأكبر، من النفاق الأكبر، من الكفر الأكبر، من الشرك الأصغر، من كبائر الذنوب فالتوبة تجبُّ ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له؛ ولكنها لا تكون توبةً كاذبة؛ لأن بعض الناس يتوب في الليل ويرجع في النهار، ويتوب في النهار ويرجع في الليل، يكون متلاعباً في باب التوبة، فإذا أقلع الإنسان من المعصية، وندم عليها، وعزم ألا يعود هذا في حق الله وفي حق المخلوق إذا كان في مظلمة يردها، إذا كانت من مال رده، وإذا كانت من عرض فإنه يستبيحه، وإذا تعذر عليه ذلك فإنه يتصدق بالمال من جهة، ويدعو له ويتصدق عنه من ناحية العرض. وبالله التوفيق.



[1] الآية (47) من سورة الأنبياء.

[2] الآية (49) من سورة الكهف.

[3] الآية (18) من سورة ق.

[4] الآية (53) من سورة الزمر.

[5] الآية (38) من سورة الأنفال.