حكم من يكثر من قراءة القرآن ولا يحفظ منه إلا القليل، هل هذا من ضعف الإيمان؟ وما الوسائل المعينة على حفظه؟
- حفظ القرآن ومراجعته
- 2021-08-06
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7247) من المرسلة ش من الجزائر تقول: أنا أكثر من قراءة القرآن والحمد لله، لكنني لا أحفظ منه إلا القليل، في رأيكم هل هذا من ضعف الإيمان كوني لا أحفظ؟ وما الوسائل المعينة لحفظ القرآن؟
الجواب:
الشخص عندما يريد أن يحفظ القرآن عن ظهر قلبٍ فمن الأحسن أن يحدد الموضوع الذي يريد أن يحفظه من السورة، وبعدما يحدده يقرأ تفسير هذه الآيات فيعرف معاني المفردات، ويعرف معاني الجمل، ويعرف المعنى العام لهذا الموضوع، وإذا كان هذا الموضوع يشتمل على شيءٍ من الأحكام ينظر هل هذا الحكم منسوخ أو أنه باقٍ، وهكذا إذا كان لشيءٍ من آيات الموضوع سبب نزول فإنه يطلع على سبب النزول، وعندما يجري هذه الأمور فإنه يقرأ الآيات التي حددها يكررها كثيراً ثلاثين مرة، أربعين مرة، خمسين مرة، ثم بعد ذلك يحافظ على قراءتها عن ظهر قلبٍ في صلاته السرية، كالركعتين الأوليين في صلاة الظهر وفي صلاة العصر، وهكذا في النوافل؛ لأن النوافل التي يصليها يحرص على أن يقرأ ما حفظه من القرآن.
وعلى سبيل المثال عندما يريد أن يحفظ سورة البقرة فإنها تشتمل على جملةٍ من الموضوعات:
الموضوع الأول: بيان أقسام الناس، لأن الله ذكر في أولها أقسام الناس من أولها إلى قوله -تعالى-: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ"[1] فذكر ثلاثة أصناف، ذكر المؤمنين، وذكر الكافرين، وذكر المنافقين، ثم إنه بعد ذلك أتى بموضوعٍ آخر وهو دعوة هذه الأصناف الثلاثة إلى توحيد في قوله -تعالى-: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ"[2] إلى قوله -تعالى-: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ"[3]، وهكذا كل قسم من الآيات يشتمل على موضوعٍ واحد، وبهذه الطريقة يكون الشخص قد فهم معاني المفردات، وفهم سبب النزول، وهل الآية محكمة أو منسوخة، وفهم معنى الجمل، وفهم المعنى العام.
وبهذه الطريقة يسهل عليه استذكار القرآن من جهة، والاستفادة مما حفظه من جهة ما إذا أراد أن يُلقي محاضرةً أو أن يلقي درساً يستفيد من الآيات التي حفظها للاستشهاد بها، ويكون قصده وجه الله -جل وعلا-، لا يكون قصده المراءة. وبالله التوفيق.