إذا تاب المرء ثم نقض التوبة، ثم تاب هل تقبل توبته الأخيرة؟
- فتاوى
- 2021-07-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5162) من المرسل أ. ب. ي، يقول: إذا تاب المرء ثم نقض التوبة، ثم تاب هل تقبل توبته الأخيرة؟
الجواب:
شرع الله جل وعلا التوبة وجاءت أدلة من القرآن، ومن السنة دالة على مشروعيتها، يقول الله جل وعلا: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[1]، وقال: "أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ"[2]، فالإنسان عندما يقدم على ذنبٍ يتوب فيما بينه وبين الله، وهذا الذنب الذي أقدم عليه. إذا كان يتعلق بحق مخلوٍق مالي فإنه يعيده إليه و إذا كان يتعلق به حق من حقوق بني آدم من ناحية عرضه فإنه يستبيحه، ولكن الشيء الذي ينبغي على الشخص أن يتنبه له في هذا المقام هو ألا تكون توبته مع الله جل وعلا توبة متلاعبٍ، فإن الله جل وعلا هو أحكم الحاكمين والقاهر فوق عباده، فلا ينبغي على الشخص أن يتلاعب معه فلا تكون توبته الأولى توبةً صادقة؛ لأن من شروط التوبة ألا يعود؛ يعني: يعزم ألا يعود إلى العمل الذي عمله, وهكذا يندم على فعله، فينبغي على الشخص إذا تاب أن يتوب التوبة الصادقة، وإذا عاد للذنب مرة أخرى لا يلعب عليه الشيطان فيقول له: لقد عملت ذنباً آخر فلا تتوب منه؛ لأن هذا معناه أن الشيطان يغريه مرة أخرى فيقول: بما أنه ليس توبة، اعمل جميع الذنوب الأخرى فيستدرجه الشيطان ويوقعه في المهالك وقد يقع في الكفر ويموت عليه. وبالله التوفيق.