ما موقع أمتنا بين الأمم هل تسير على الطريق الصحيح؟ وهل هذا آخر الزمان؟
- فتاوى
- 2022-02-01
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10389) من المرسل س. خ من شمال المملكة، يقول: البعض يدرك ما تواجهه الأمة من تحديات في عصر المتغيرات. وسؤالي عن موقع أمتنا الإسلامية بين الأمم هل هي تسير على الطريق الصحيح فنستبشر؟ أم هي خلف الأمم فنعزي أنفسنا؟ وهل نحن الجيل الذي قال الله عنه: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}[1]؟ وهل هذا هو آخر الزمان الذي نخاف منه؟
الجواب:
ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: « بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس » أو كما قال ﷺ. وقال ﷺ: « لا يأتي زمانٌ إلا والذي بعده شرٌ منه حتى تلقوا ربكم ».
وبناءً على ذلك فإن العلاقة بين الناس وبين هذه الشريعة تكون على وجوه:
الوجه الأول: علاقة الإنسان بالشريعة من جهة المطلوب، ومن جهة الواقع منه، فيتطابق المطلوب مع الواقع منه؛ بمعنى: إنه يحقق قول الرسول ﷺ في الصلاة: « صلوا كما رأيتموني أصلي » وهكذا في سائر الأعمال فيتطابق عمله مع ما طُلب منه.
الوجه الثاني: عكسه المطلوب منه شيء والواقع منه عكس ما طُلب منه؛ بمعنى: إنه يخالف الأمر ويرتكب النهي، وهذا يتحقق في الكفار؛ لأنهم لا يمتثلون الأوامر ويفعلون المحرمات.
والوجه الثالث: من يكون منقاداً ظاهراً؛ يعني: يتطابق عمله ظاهراً مع المطلوب منه؛ ولكنه غير مصدق بقلبه، وهذا هو المنافق. وقد يكون النفاق نفاقاً أكبر، وقد يكون النفاق نفاقاً أصغر؛ لكن الكلام هنا هو في النفاق الأكبر فيكون منقاداً في ظاهر الأمر لكنه مكذب في واقع الأمر.
الوجه الرابع: يكون عندهم حسن اعتقاد ولكنهم يفعلون أموراً يعتقدون أنها مشروعة وهم الذين ابتكروها؛ ولكنها مخالفة لشرع الله -جل وعلا-، ويندرج تحت هذا جميع أصحاب البدع. فهذه أربعة أقسام بالنظر إلى علاقة الناس بهذه الشريعة.
وفيه جانب أنا أنبّه عليه وهذا الجانب هو علاقة أصحاب كبائر الذنوب؛ مثل: الزنا، وشرب الخمر، وأكل الربا وما إلى ذلك؛ فالإنسان الذي يفعل هذه الأشياء يعتقد حلّها لا شكّ أنه كافر بالله -جل وعلا-؛ ولكن إذا فعلها مع أنه يعتقد حُرمتها فإنها تكون معصية وكبيرة من كبائر الذنوب. وبالله التوفيق.