Loader
منذ 3 سنوات

كيف يتعامل الشخص مع الوساوس التي تشككه في دينه ومعتقده


  • فتاوى
  • 2021-09-10
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1489) من المرسل: أ. ع. أ. مصر - قنا، يقول: أنا شاب في التاسعة عشرة من عمري، وأصلّي وأؤدي الفرائض كاملة والحمد لله؛ ولكن الشيطان يوسوس لي كثيراً في الصلاة حتى أكون تائهاً فيها؛ وكذلك يوسوس لي عند قراءة القرآن، ويُشككني في آيات الله؛ وكذلك يُشككني في الله، وعندما أسمع القرآن أمّلُ من قراءته في الحال وكذلك عندما أقرأ بنفسي، وأحُس بأحاسيس متفرقة، أرجو التوجيه لو تكرمتم.

الجواب:

        هذا الشخص يحتاج إلى أن يَرجِع إلى نفسه من أجل معرفة حقيقتها؛ لأن بعض الأشخاص يكون منهمكاً في معاصي الله -جلّ وعلا-، ويكون مُستخِفاً بأوامر الله -جلّ وعلا-، والشخص الذي يكون بهذه الصفة يقوى عليه سلطان الشيطان من أجل ألاّ يعود إلى ربه من جهة، ومن أجل ألاّ يتزود عملاً صالحاً؛ لأنه ذكر أنه لا يرتاح من قراءة القرآن، فإذا كان من هذا النوع؛ فعليه أن يتوب إلى الله -جلّ وعلا-، فإن التوبة تَجُبُّ ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وللتوبة من حقوق الله ثلاثة شروط:

 الشرط الأول: الإقلاع عن الذنب.

والشرط الثاني: الندم على فعله.

 والشرط الثالث: العزم على ألا يعود إليه.

        وإذا كانت التوبة من أجل حق المخلوق، فإنه يضاف إلى هذه الشروط الثلاثة شرطٌ رابع، وهو: أن يؤدي حق الآدمي إليه إذا أمكنت تأديته، وإلا فإنه يستخدم الأسلوب الذي يُبرِئُ ذمته من حق هذا المخلوق، وإذا تاب إلى الله -جلّ وعلا- فإن سلطان الشيطان سيضعف؛ هذا من جهة.

        ومن جهة ٍ أخرى في مستقبل حياته، عليه أن يبتعد عن الشر وعن أهله، وأن يقترب من الخير ومن أهله، وأن يحافظ على الصلوات الخمس، وأن يتزود من فعل الطاعات بقدر ما يمكنه، وأن يستعين بالله -جلّ وعلا- على طرد الشيطان؛ وذلك بكثرة الاستغفار، وبكثرة ذكر الله -جلّ وعلا-، يستغفر الله، ويتعوذ من الشيطان، ويكثر من ذكر الله -جلّ وعلا-.

        وإذا عرض له عارض من الشيطان بالنسبة للوضوء، أو بالنسبة للصلاة، أو بالنسبة للقرآن؛ فإنه يرفض هذا الأمر الذي طرأ عليه، يريد أن يُفسد عليه طهارته؛ لأن الشيطان ليس بناصحٍ وإنما هو خائن، فإذا عرض لك على أن طهارتك حصل فيها خلل، فلا تُطعه في الأمر، وإذا عرض لك في صلاتك، فإنك لا تُطيعه أيضاً، وهكذا؛ فإنك تستعمل رفض جميع ما يَرِد عليك من الوساوس في الأعمال التي تقوم بتأديتها؛ بل تمضي في أداء هذه العبادات، ولا تلتفت إلى ما يَرِد عليك من هذه الوساوس؛ هذه هي الطريقة التي تعمل بها وتعالج الواقع الذي ذكرته. وبالله التوفيق.