الفتوى رقم (1742) من المرسل ع. ح. ش سوداني مقيم في الرياض، يقول: لديّ كتاب اسمه السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات، تأليف الشيخ: محمد عبد السلام خضر، أرجو إعطائي رأيكم في هذا الكتاب.

 الجواب:

هذا الكتاب يشتمل -كما يدل عليه عنوانه -على أمرين:

 أما الأمر الأول : فهو في بيان جملة من السنن.

وأما الأمر الثاني: فهو في بيان جملة من الأمور المبتَدَعَة؛ وبخاصة في البلد الذي عاش فيه المؤلف، وما ذكره من ناحية السنن؛ وكذلك ما ذكره من جهة الأمور المبتدعة؛ هذا حسب ما أداه إليه اجتهاده من جهة البحث العلمي، وتحرّي الدقة في النقل، ووصف الواقع من ناحية البدع؛ وهو كغيره من الكتب التي يكتبها الناس لا بدّ أن يوجد في شيء منها ما يحتاج إلى إعادة نظر؛ ولكن وجود هذا في كتابٍ ما لا يمنع من اقتنائه؛ فهذا الكتاب جيد فيما أشار إليه من جهة السنن، وما أشار إليه -أيضاً- من جهة البدع؛ فالسنن يأخذ بها المكلّف من ناحية تطبيقها، والبدع يتجنّبها، وهناك كتب كثيره في هذا المجال.

والحقيقة أن هذا المجال لو تُوسِّع فيه من العلماء المعاصرين؛ كلٌ يذكر ما في بلده من البدع، ويجعل مقابلها السنن التي تكون بديلاً عنها؛ لكان هذا شيئاً حسناً؛ لأنه يكشف عن كثير من البدع التي يعلم بها من كانت في بلده؛ لكن من لم تكن في بلده، لا يكون عالماً بها، فيكون في ذلك إرشاد للناس في مجال الأخذ بالسنة، وتجنّب البدعة، ويكون في ذلك تحقيق لقوله ﷺ: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » فتتبين له السنة يأخذ بها، وتتبين له البدعة فيتركها. وبالله التوفيق.