حج والده الفريضة لكنه يزور القبور ويستعين بالسحرة والكهان
- توحيد الألوهية
- 2021-07-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5577) من مرسل من المنطقة الشرقية، يقول: والدي حج وأدى الفريضة والحمد لله؛ لكنه يقوم بزيارة القبور ويستعين بالسحرة والكهان. وأنا أقوم بهدايته وأنهاه عن زيارة القبور والاستغاثة بالسحرة والكهان ولكنه يغضب من نصيحتي. أرجو أن توضحوا لوالدي رأي الشرع فيما يقوم به، وهل هذا العمل يبطل حجه؟ وهل أكون عاقاً في مثل الصورة التي ذكرت؟
الجواب:
أما فيما يتعلق بما يقوم به والدك من صيامٍ وصلاةٍ وحج ويأتي بهذه الأمور على الوجه الشرعي فهذا -في حد ذاته- امتثالٌ لما أمر الله به، ولكن هذا عملٌ من العبد، أما قبول العمل من الله -جلّ وعلا- فهذا يرجع إلى عدم وجود ما يمنع من ذلك.
وما ذكرته أنه يستغيث بغير الله -جلّ وعلا-، فالاستغاثة بغير الله شرك إذا اعتقد أن حياً أو ميتاً ينفع أو يضر من دون الله -جلّ وعلا-، أو يظن أنه ينفع أو يضر مع الله -جلّ وعلا- فهذا شركٌ أكبر ويكون مبطلاً لما يأتي به، يكون مانعاً من قبول صيامه وصلاته وزكاته وحجه؛ وهكذا سائر أعماله.
وبناءً على ذلك فيجب على كلّ مكلفٍ أن ينظر إلى ما يأتي به من الأقوال، ومن الأفعال، ومن الاعتقادات.
والأقوال، والأفعال، والاعتقادات منها ما هو مأمور به، ومنها ما هو منهيٌ عنه، فيحفظ نفسه بالإتيان بالمأمور به، ويحفظ نفسه باجتناب ما نهى الله عنه؛ سواءٌ أ كان ذلك من باب الشرك الأكبر، أو الكفر الأكبر، أو النفاق الأكبر، أو الشرك الأصغر، أو الكفر الأصغر، أو النفاق الأصغر، وهكذا سائر كبائر الذنوب؛ وهكذا الإصرار على الصغائر فواجبٌ على العبد أن يحفظ نفسه بامتثال الأوامر واجتناب النواهي.
أما كونه يفعل الأوامر من وجه، ويفعل النواهي من وجه آخر فيصلي ويأتي بالكفر الأكبر، يصلي ويأتي بالشرك الأكبر، يصلي ويأتي بالنفاق الأكبر فعمله هذا مردودٌ عليه، وإذا مات فهو من أهل النار، فواجبٌ على المسلم أن يتنبه لنفسه.
أما فيما يتعلق بموقف الابن مع أبيه فإنه يشكر على هذا من جهة نصيحته لأبيه.
أما عدم قبول الأب النصيحة من الابن؛ فالهداية التي جاءت في القرآن هي هدايتان؛ هداية الدلالة والإرشاد وقد قام بها الابن حيث هدى أباه إلى طريق الحق، وبيّن له أن عمله هذا عملٌ لا يصح من الناحية الشرعية، ولا يجوز له أن يقدم عليه. أما الهداية الثانية فهي هداية التوفيق والإلهام فهذه بيد الله -جلّ وعلا-.
وعلى الابن أن يسأل ربه أن يهدي والده هداية توفيق وإلهام، ولا مانع من أن يستمر في نصحه. وبالله التوفيق.